رأي معلم متقاعد في التقويم المستمر

نشرت جريدة الجزيرة خبراً بعنوان (معدل تراكمي لطلاب الثانوية العام الجاري) على الصفحة الأخيرة بالعدد رقم 12468 في 26-10-1427هـ الموافق 17-11-2006م. ويتضمن الخبر أن نتيجة الثانوية العامة ستكون مرتبطة بدرجة الصف الثاني الثانوي، وسيطبق التقويم المستمر على جميع الصفوف في المرحلة الابتدائية اعتبارا من العام الحالي 1427-1428هـ بدءا من الصف الرابع الابتدائي هذا العام والصف الخامس في 1428- 1429هـ والصف السادس في 1429-1430هـ.
ولعل الإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض أرادت تحذير الطلاب والطالبات من الاهمال في الصف الثاني الثانوي في هذا العام، لأن نتيجة الصف الثاني الثانوي مرتبطة بنتيجة الصف الثالث الثانوي في العام القادم، وعلى جميع الطلاب والطالبات في هذين الصفين أخذ هذا الارتباط في الاعتبار.
ولكنني لا أرى فائدة تعود على الطلاب والطالبات من تطبيق المعدل التراكمي، إلا في حالة واحدة فقط، وهي حالة تفوق الطالب أو الطالبة في الصف الثاني الثانوي، وترديهما في الصف الثالث الثانوي، ففي هذه الحالة يفيدهما المعدل التراكمي وهذه الحالة قليلة ولا تعتبر قاعدة تقاس عليها نتائج الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية.
بل أرى أن هذا المعدل التراكمي سيكون عقبة في طريق بعض طلاب وطالبات الثانوية العامة عن دخول التعليم الجامعي بسبب المعدل التراكمي المنتظر، وسوف يحرم بعضهم من التعليم العالي.
أما موضوع التقويم المستمر على صفوف المرحلة الابتدائية فهو أشد ضرراً على مستوى الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية لعدة أسباب منها:
1- صعوبة التقويم المستمر على الطلاب والطالبات إذا زاد عددهم عن عشرين طالبا أو طالبة، فكيف يعمل المعلم أو المعلمة إذا كان عدد طلابهما يصل خمسين طالبا أو طالبة بل قد يزيد العدد على خمسين في بعض المدارس الابتدائية وغيرها وأمام هذا العدد الكبير فسوف يلجأ المعلم أو المعلمة إلى إعطاء المهارة من لا يستحقها بسبب ضيق الوقت وكثرة العدد مع إلزامية التقويم المستمر.
2- صعوبة تقدير المهارة وتحقيق الدقة في التقويم المستمر؛ لأن المعلم أو المعلمة ليس لديهما الوقت الكافي في تحقيق المهارة للطالب أو الطالبة، نظراً لكثرة العدد في الفصل.
3- إن التقويم المستمر مفروض على المعلمين والمعلمات وعليهم تنفيذ المهارات الموجودة فيه على الطلاب والطالبات وعلى مسؤولية المعلم والمعلمة مع أن قدرات المعلمين والمعلمات مختلفة من حيث الدقة في تحقيق المهارة لمن يستحقها أو لا يستحقها.
4- يقتل التنافس بين الطلاب والطالبات، ويسبب الإهمال، لأن المعلم أو المعلمة سيلاحقان الطالب أو الطالبة حتى يتقنا المهارة إلى آخر الفصل الدراسي، حتى لو وصل عدد المحاولات إلى عشر محاولات قبل نهاية الفصل الدراسي، فإذا أتقنا المهارة نجحا فيها، ويستوي في هذا من أتقن المهارة أول مرة ومن لم يتقنها إلا بعد عشر محاولات أتقنها في المرة العاشرة.
5- تقل في التقويم المستمر تطبيقات اللغة العربية من حيث الإعراب التحريري والأسئلة التحريرية وإجاباتها التحريرية، وعلى هذا الأساس يخشى من ضياع بعض قواعد اللغة العربية في حالة تطبيق التقويم المستمر على منهج اللغة العربية والاختبار التحريري هو الذي يلزم الطلاب والطالبات على المحافظة على تعلمها والتدرب على تطبيقها، والتقويم المستمر قد لا يقوم بهذه المهمة، وإنما يقوّم بها الاختبار التحريري.
وأقترح على وزارة التربية والتعليم إخراج اللغة العربية، والتربية الإسلامية من التقويم المستمر وقصره فقط على بقية المواد.