الحمد لله الذي علم بالقلم وعلمنا ما لم نعلم والصلاة والسلام على معلم البشرية وهادي البرية وحامل لواء الحنفية، والذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وبعد: لا قيمة لتواجد دون حضور ولا لعطاء بلا نتيجة فذلك عبء على بلادنا ومضيعة للوقت ومدعاة لسخرية الآخرين.
تلك كلمات مضيئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى ورعاه يجب على كل معلم أن يقف عندها يمعن فيها ليصل إلى الغاية التي من أجلها كلف كمعلم في وزارة التربية والتعليم وأنيط به أمانة تربية وتعليم أبناء الوطن.
* فالوسائل هي التي تحقق الغايات وغاية التعليم التربية ووسيلته التعليم.
* فلا فائدة من تعليم لا يحدث أثراً إيجابياً في سلوك المتعلم.
أخي العزيز: رسالتك (مهنتك) كمعلم هي رسالة الأنبياء ولكي تقرب من صفة النبوة كن معلماً ومربياً ومرشداً ديدنك تقويم طلابك وتوجيههم إلى طريق الحق والفكر السوي وأن تبين سماحة الإسلام ووسطيته ترشدهم إلى فضائل الأعمال وأحاسن الأقوال والأفعال.
كن قدوة حسنة، منك يأخذون وعلى تربيتك يسيرون (فالملائكة تصلي على معلم الناس الخير) لعلك تذكر أخي المعلم: أن تعليمك لطلابك من الصدقة الجارية التي يصلك ثوابها بإذن الله بعد عمر مديد.
من المعلوم كل العلم أيها المعلم أن قدوتك في رسالتك محمد صلى الله عليه وسلم - ومن غيره رائد للحياة قائد للإحياء فهو صلى الله عليه وسلم حلو المنطق فصل لا نذر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن وبذلك تستحق أن تكون ربانيا كما سماه الله تعالى {وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} فلا رتبة فوق النبوة ولا شرف فوق الوراثة لتلك الرتبة هل يظن مسلم فضلا عن معلم أن يجر أسمى من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التربية والتعليم وإن وجد ممن يعني بالتربية يلتفت إلى ما سطره علماء الغرب في هذا المجال وان كانوا قد أجادوا في بعض المجالات ولكننا نحن معشر المعلمين في أمس الحاجة إلى التماس واقتفاء هديه صلى الله عليه وسلم والتأسي بسنته فهو المعلم الأول.
أخي المعلم: حين ترى ذلك الشاب الذي يعيش حيرة الفكر وحماس المراهقة من كل جانب تقذفه الريح والآخر الذي اكتنفه رفقاء السوء فأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم لحرف فكره قبل سلوكه وجعله معول هدم لدينه ووطنه.
هل وصل بك ضعف القدرة ونقص الهمة ان تمسك بمعصم هذا وأمثاله وان تفكر في وسائل التربية الناشئة وتوجيههم إلى الفكر السوي والمنهج القويم.
إن التربية المستقيمة ركيزة التقدم الأمر الذي جعل ميزان السبق اليوم بين الأمم هو قدرة. كل أمة على إعداد أبنائها لمواكبة الحياة أخلاقياً وعلمياً وتقنياً والتربية لا تؤتي ثمارها ما لم ينبع من عقيدة هذه الأمة وتعمل على ترسيخ قيمها وأخلاقها.
والتربية الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان فهي ربانية المصدر عالية الشمول ثابتة الأصول مرنة التطبيق تشمل ميادين الحياة الدنيا والآخرة في توازن واعتدال تعد الإنسان لعبادة الله تعالى حق العبادة وعمارة الأرض وخلافتها وفق منهج رضيه الله لعباده واختاره لهم فالهدف من التربية تصحيح الأفكار والسمو بالرغبات.
لذلك أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين المعلم ورسالته قداسة خاصة لإيمانها أيدها الله تعالى بدوره وأثره فأتمنتك ووثقت بك فدفعت لك بفلذات أكبادها وتركوهم بين يديك ووكلت إليك أمر إعداد أجيالها المقبلة.
فأكرم بالتعلم من مهنة وأعظم به من شرف ومهمة قال أحمد شوقي: