| |
كانسيون ديلامور تريستي محمد الناصر
|
|
(كانسيون ديلامور تريستي هي أغنيتي المفضلة..) التفتت إليه والدهشة تملأ وجهها!! (إنها أغنيتي المفضلة)!! تنظر إليه بكل استغراب ولسان حالها يصرخ: (وما دخلي أنا؟!) الفتى يردد بصوت حزين باك وهو يتأمل (حمامتين) على الجانب الآخر من الطريق: (كانسيون ديلامور تريستي) (كانسيون ديلامور تريستي) *** في محطة انتظار الحافلات جلس (الفتى محمد) وبجانبه (فتاة) لم يمض على جلوسها سوى ثوان معدودة.. يردد (الفتى) بضعا من كلمات غير مفهومة بدت وكأنها مأخوذة من إحدى قصائد نويوس نيفيس الملحمية.. (كانسيون ديلامور تريستي) (كانسيون ديلامور تريستي) كانت كلمات أغنية (الفتى) تتكرر فيتكرر معها الحزن والبؤس والشقاء.. *** الفتاة بعد أن أزاحت للتو بعضا من ذرات غبار كانت عالقة على المقعد.. راحت تحاول عبثا تجاهل ذلك (الفتى الغريب) وكلماته الأغرب!! لم تنجح محاولاتها في تجاهل كلماته.. لقد بدا وكأن قوة ليست ككل القوى تجبرها على الإنصات!! تساءلت بصمت: (يا ترى.. ماذا تعني هذه الكلمات؟!!) *** الفتى بعد أن أطال النظر في (الحمامتين).. بدأ يتحدث!! لم يكن (الفتى) يتحدث إلى الفتاة التي بجانبه؟!! لا لم يكن كذلك!! فالفتى كان سيتحدث حتى لو لم تكن هناك فتاة.. لقد كان الفتى سيتحدث حتى لو لم يكن هناك أحد!! كان يتحدث بصوت يرتفع لحظة وينخفض أخرى كنبضات قلب.. من يدري.. ربما كان المتحدث (قلب الفتى) وليس لسانه!! كان الفتى يردد كلمات أغنيته المفضلة من حين لآخر.. و(الحمامتان) هناك.. ***
(عندما تكون حساسا لدرجة أن تكون اللمسة بالنسبة لك.. ضربة، والهمسة ضجة، وسوء الحظ مأساة العالم!! وفي المقابل تكون سعادة لحظة جنة الدنيا، ويكون الصديق حبيبا، والحبيب إنسانا مقدسا، والفراق موتا.. ) عندما تكون حساسا لهذه الدرجة.. فاعلم أنك بطل أحزن قصة حب!! واعلم أنك و(الفتى محمد) سواء!! (كانسيون ديلامور تريستي) (كانسيون ديلامور تريستي) *** (بإمكانك ببساطة أن تغلق عينيك لتمنعهما من رؤية ما لا تحب.. ولكن من المستحيل أبدا أن تغلق قلبك لتمنعه عن الاستجابة لكلمة جارحة أو الإحساس بشعور مؤلم!!) (لا يمكن للحب أن يشترى بالمال.. ولكن يمكنك أن تدفع الكثير بسببه!!) لم يكن الحب أبدا حياة.. ما الحب إلا الموت البطيء!! (كانسيون ديلامور تريستي) (كانسيون ديلامور تريستي) *** عجبي للارتباط الوثيق بين كلمتي (ألم) و(حب).. يؤلمك أكثر من تحب أكثر... عندما تحب لدرجة تشعر فيها بالألم فاعلم أن ما تشعر به بعد ذلك ليس ألما وإنما حبا!! الحب سبب للألم.. وفي نفس الوقت علاج له!! أو ليس (المحب) نفسه مجموع الكلمتين (ألم) و(حب)؟!! (كانسيون ديلامور تريستي) (كانسيون ديلامور تريستي) *** كان الفتى يتحدث ويهذي.. وهو ما يزال ينظر إلى الحمامتين هناك.. كان الفتى يتحدث وكأنه يقرأ من كتاب عنوانه (الحمامتان).. صوته بدا مخنوقا الآن وبالكاد تخرج كلماته.. كان كمن يدرك أن (اللحظة الأخيرة) قد حانت!!
|
|
|
| |
|