إلى الدكتور النجيمي :
بل هناك نساء كثيرات حللن أزمات

قرأت ما كتبه الدكتور محمد بن يحيى النجيمي في عدد الجزيرة رقم 12459 في 17-10-1427ه تحت عنوان (لم نسمع عن امرأة سياسية حلت أزمة عالمية أو كانت سبباً في نهضة أمة وتقدمها) وكان يرد فيه على مقال الدكتور محسن الشيخ آل حسان المنشور في العدد رقم 12452 في 10- 10-1427ه وتعقيباً عليه أقول: ولكننا سمعنا وقرأنا عن نساء سياسيات حكيمات حللن أزمات سياسية أو كن سبباً في نهضة أممهن ورقيها وتقدمها.
وسأذكر للدكتور النجيمي نساء عربيات من حقبة الجاهلية. ونساء عربيات مسلمات كان لهن دور عظيم في مجال السياسة الحكيمة وحل المشكلات أو كن سبباً في تقدم أممهن ونهضتها وأولهن ملكة سبأ التي حالت دون إفساد بلادها ودمارها وأنقذت شعبها من الذل والقتل، فعندما جاءها كتاب سليمان بن داود - عليهما السلام - يأمرها بالإسلام والقدوم إليه لم تركب رأسها ولم تستمع لقول مستشاريها وقواد جيشها حينما قالوا لها نحن أصحاب قوة وبأس شديد ولكنها بحكمتها السياسية وترويها قالت لهم إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون. وإني مرسلة إليهم بهديه فناظرة بما يرجع المرسلون، ولما رأت أن الأمر جد انقادت وذهبت إلى سليمان وأسلمت معه لله رب العالمين.
أليست هذه المرأة الملكة بهذا التصرف الحكيم سياسية من الدرجة الأولى. ومنهن المرأة العظيمة التي كانت السبب في الصلح بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء أما في العصر الإسلامي فأولهن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - التي آمنت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآزرته وناصرته وساعدته على تبليغ الرسالة وبناء دولة الإسلام.
وكذلك أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عالمة عظيمة ومحدثة جليلة وسياسية محنكة وقد ركبت جملها وشاركت في معركة الجمل انتصاراً لما تراه حقاً. ومنهن أم المؤمنين أم سلمة التي حلت الإشكال الذي حصل في صلح الحديبية عندما استشارها النبي - عليه الصلاة والسلام - وغيرهن كثير في العصور الإسلامية المتعاقبة. والله المستعان.