| |
تواضع قائد.. وإخلاص ملك
|
|
اطلعت على الخبر المنشور في جريدتنا العزيزة جريدة (الجزيرة) في عددها الصادر يوم الأحد رقم 12470 وتاريخ 28-10-1427هـ بعنوان (خادم الحرمين الشريفين مخاطباً مشايخ ونواب قبائل منطقة عسير: أرجو منكم المعذرة وأن تسامحونا)، فشدني هذا العنوان؛ لأنه وبكل صدق يمثل قمة التواضع وغاية الصراحة من ملك أحبَّه الجميع ومازاده توضعه إلا رفعة وقبولاً، ومازادته صراحته إلا حباً وتقديراً. لقد أصبح المواطن يلمس إخلاص خادم الحرمين الشريفين في كلماته ويراه بعينيه في أعماله -حفظه الله-. لقد ضرب خادم الحرمين الشريفين لنا المثل بأن المسئول -مهما كان موقعه- لا يمنعه الموقع من الاعتذار فيما لو حصل منه تقصير وحاشاه ذلك. ورأينا بحق أن الاعتذار من أعلى مسئول في الدولة لم ينقص من قدره ومكانته بل زاده رفعة ومحبة وقبولاً، وأصبح كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ومازاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً، وماتواضع أحد لله إلا رفعه الله) رواه مسلم. والرفعة للمتواضع لا تقتصر على الدنيا بل إنها تكون رفعة في الدنيا ورفعة في الآخرة. ولذلك أقبل المواطنون على خادم الحرمين الشريفين بقلوبهم قبل أن يقبلوا عليه بأبدانهم، ورأوا نصحه لهم فنصحوا له. لم يشغله -حفظه الله- منصب ولم يعتره كِبْر فأحبته القلوب وتسارعت في خدمته النفوس. تواضع للكبير والصغير والغني والفقير. فدعم مشاريع الفقراء، وأنشأ لهم المساكن، وكفكف دموع الأيتام والأرامل. وتلمّس احتياجيات الفقراء والمعوزين، فارتفعت لله تعالى الأكف داعية لخادم الحرمين الشريفين وتسابق في التعبير عن حبه الملايين، ولا شك أن ذلك كله بسبب صدقه مع ربه سبحانه وتعالى ووفائه لهذا الشعب النبيل، فأنزل الله تعالى محبته في القلوب التي لا يمتلكها إلا من أحبته بعد محبة الله تعالى ونبيه -صلى الله عليه وسلم-. أسأل الله تعالى أن يزيد خادم الحرمين رفعةً وعزاً وتوفيقاً وتسديداً، وأن يرفع في الدنيا درجته وفي الآخرة مكانته، وأن يجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في أعلى الجنان عند رب كريم بعد عمر مديد وعمل صالح رشيد، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د.نهار بن عبدالرحمن العتيبي nhalotibi@uAE.us
|
|
|
| |
|