| |
لما هو آتً حين توشك على البكاء...! د. خيرية إبراهيم السَّقاف
|
|
من منكم حاول الحديث مع قدميه؟ كثيراً ما حدث الأمر معي ولم أجد أمتع من هذا الحديث كما لم يكن من صوت أخلص لك من صوتهما... ومن منكم من لم ينم قبل أن يسأل وسادته عما يشرع من أفكار كلما آب إليها؟ فهل تبادله الحوار وتفضي له برأي؟ كثيراً ما حدث الحوار بيني وبينها.. وما ضللتني ولا جاملتني أعدت كثيراً من خطط سيري عما حدثتني به قدماي... وبدلت كثيراً من مشروعات أحلامي بما أفضت إلي به وسادتي... أما حديثي مع يدي فلقد كان جله اعتذاراً مني وصفحاً منهما... عمر طويل أرهقتهما كتابة وحملاً وإشارة والإفصاح عن التعبير... يا الله ما أجمل أن تبني علاقة حوار مع شهودك...؟ شهود معك في هذه الحياة وهي معك في الأخرى.. وبينما هنا تستطيع أن تصغي وتتفاعل ترفض أو تقر، تبقي أو تغير، فإن هناك لا مجال لك إلا أن تصغي لشهادتها..... أما وسادتك فلن تكون معك إلا هنا.... تقرأ أفكارك... تسمع رسيس روحك... تقرأ دموعك وابتساماتك.... تتبع خيوط أفكارك وتشهد على أحلام نومك.... هي التي لك هنا... ترى هل فكرتم معي كم من الخلّص معنا ولا ندري؟ حين دريت آمنت بأن هناك خفايا لن نكتشفها إلا حين نصغي جيداً في هدأة اللحظة ونحن نوشك على البكاء...
|
|
|
| |
|