من لا نفع بالضيق والموقف الحرج |
***
هذا البيت الرائع لأحد الشاعرين الصديقين؛ إمَّا لذيب الصقري أو لسعود الفهد، وذلك لأنهما صديقان قلما يفترقان وبينهما (رديّات) جميلة، ولكنني لا أتذكر الآن بالضبط أيهما الذي قال هذا البيت. وبمناسبة ذكر الشاعرين أذكر أن سعود الفهد قد اشتكى إلى صديقه ذيب لوعة الهجر والغرام، فقال موجهاً له هذين البيتين:
يا ذيب ليتك حاضرٍ يوم أونّي |
يا بو بشاير كان أبكيك ببكاي |
واحاسرتي من دونها حالوا أعداي |
فأجابه ذيب بهذه الأبيات الساخرة:
بلشت مدري وش يبي سعود مني |
أن كانها بالهوش ولمتّ عجراي |
وان كان قصده مال فقري مقنّي |
طرق المعاش ويا الله الحق على الشاي |
يا بو فهد ما عندي إلاّ (الهبنّي) |
أقول: تذكرت البيت المنشور في بداية هذه المقالة وأنا أقرأ بشكل دائم في صحفنا المحلية، قيام بعض المحسنين بحل مشاكل بعض المواطنين الذين تنشر شكاواهم في الصحف؛ إذ يتبرع المحسن (جزاه الله خيراً وكثر من أمثاله)، أقول يتبرع إما بسداد ديونه أو شراء بيت له أو إنجاز حاجته المادية أو إرسال مريضه إلى الخارج على حسابه الخاص. وهذه الظاهرة الرائعة قلما يتميز بها شعب من الشعوب مثل شعبنا السعودي النبيل. ولأن الرجال تعرف معادنها في الملمات، فقد أثبت الشعب السعودي - إبان أزمة احتلال الكويت - أنه يتمتع بكرم لا حد له وأريحية نادرة ومبادرة منفردة وحب للخير يختص به أكثر من الآخرين. لذلك نلحظ أنه ما أن تُنشر قصة مواطن حتى يبادر أصحاب الخير إلى حل مشكلته وبطريقة سريعة.
***
وصحيح أنه لدينا العديد من المؤسسات (الخيرية) التي تتكفل بمتابعة قضايا المحتاجين من الأسر والأفراد، مثل (إنسان) وغيرها، وكذلك جمعيات البر ولكننا إزاء مثل تلك الاحتياجات فنحن بحاجة إلى لجنة أو جمعية أو هيئة تكون تابعة لإمارات المناطق - إن لم يكن بها مثل ذلك - ومهمة هذه الجهة هي متابعة أحوال (المعوزين) أو أصحاب المعضلات الاجتماعية، والبحث عن المحسنين الذين يتبنون الحلول المادية لقضاياهم إذ لوجدت مثل تلك الجهات بشكل فاعل لن يبقى بيننا محتاج أو صاحب مشكلة تقف الظروف المادية دون حل مشكلته - كما أنه من الإنسانية وتعجيل فعل الخير أن يكون لهذه الجمعيات أعضاء أو رجال ينزلون إلى الميدان للبحث عن تلك النماذج المحتاجة للتحقق من ظروفهم الحقيقية، وإيصال مشكلاتهم إلى تلك اللجان وليكن عمل هؤلاء الأعضاء عملاً (تطوعياً) لوجه الله أولاً، ومن ثم من منطلق إنساني نبيل إذ إننا لو فعلنا أو (فعَّلنا) مثل هذه الجمعية فلن يبقى بيننا معوز واحد ولا محتاج حقيقي، وبذلك نعمق هذا الإحساس النبيل الذي يتميز به شعبنا الأصيل دون سواه من سائر الشعوب.. فهل نحن فاعلون؟ ذلك ما نأمله.
|