| |
(أرامكو) وتأسيس مرحلة جديدة من وعي المواطن سهم بن ضاوي الدعجاني
|
|
** أرامكو، سابك، الاتصالات، الكهرباء سلسلة طويلة من الشركات الوطنية ذات الحضور الاقتصادي الكبير، ما نصيبها من الحضور في حياتنا كسعوديين في الداخل والخارج؟ سؤال يتردّد في عقولنا منذ أن وعينا دور القطاع الخاص في الحياة العامة، وزادني ألماً ما نعانيه من (مشكلات) تنموية وتوعوية، تنتظر إسهام (القطاع الخاص) في المبادرة في حلِّها أو على الأقل الإسهام في حلِّها بالطرق العلمية والبرامج المؤسسية، ولكنني عندما قرأت ذات يوم: - (دعمت أرامكو السعودية فريقاً علمياً سعودياً وبريطانياً مشتركاً للقيام بدراسات أثرية في جزر فرسان بمنطقة جازان، وذلك على متن سفينة مكافحة التلوُّث ومساندة أعمال الغوص التابعة للشركة والمسماة (مدين). وقام الفريق برحلة فريدة من نوعها استمرت ثلاثة أشهر، أبحرت خلالها من رصيف الصيانة البحرية في ميناء أرامكو السعودية في جدة في اتجاه جزيرة فرسان بمنطقة جازان وعادت في نهاية الرحلة إلى جدة). هذه المبادرة من (أرامكو) تأتي في إطار اكتشاف حركة السكان المبكرة بين إفريقيا والبحر الأحمر وشبه الجزيرة العربية باعتباره الطريق الموصلة بين القارتين، كما أنّ هذا المشروع البحثي واجهته مشكلة الملاحة في تلك المناطق البحرية التي تحتاج إلى مهارة عالية ومعرفة دقيقة بالتشكيلات المرجانية والمواقع الضحلة قرب السواحل، وقد وظّفت أرامكو خدمتها الكبيرة من خلال ضباطها البحريين المدربين والمؤهّلين تأهيلاً عالياً. وفي هذا الإطار (تبذل أرامكو السعودية جهوداً عظيمة لخدمة المجتمعات التي تشغِّل بها مرافقها، بالإضافة إلى المجتمعات الأخرى في المملكة العربية السعودية ككل. فخلال تاريخها الطويل ساعدت الشركة في تطوير شبكة كهرباء المنطقة الشرقية ونفّذت مشاريع أخرى كبيرة للتجهيزات الأساسية، كما بنت الشركة ما يقرب من 130 مدرسة تخدم آلافاً من الطلاب السعوديين وغيرهم من الأطفال المقيمين، وبالإضافة إلى برنامج بناء المدارس فيها، ساهمت الشركة مع المجتمع في العديد من نشاطاته، فضلاً عن التبرعات والتمويل للأعمال الخيرية وحملات التطوير الصحي والمساهمة في حملات التوعية المرورية والسلامة من الحريق. وفيما يتعلق بالبيئة، تراقب الشركة عن كثب الآثار الناجمة عن أعمالها في النظام البيئي وتوظِّف أحدث وسائل التكنولوجيا في مراقبة البيئة. وقد أسفر وعيها في هذا المجال إلى القيام بحملات إعادة تدوير المواد وإقامة بيئة للعمل المكتبي خالية من التدخين وزيادة رقعة المناطق المزروعة والمسطحات الخضراء من خلال تقديم المساعدة في أسبوع الشجرة وتنفيذ الخطط الخاصة بزرع الأشجار الاستوائية (المنغروف)، إلى جانب ذلك تجري أرامكو حملات توعية بيئية مكثفة تهدف إلى رفع الوعي البيئي لدى الكبار والصغار. وعلى المستوى المحلي، فإنّ أرامكو السعودية تمثِّل بمفردها أكبر جهة للتوظيف على الإطلاق في بلادنا باستثناء الجهات الحكومية، فالرواتب التي تدفعها والبضائع والخدمات التي تشتريها من السوق المحلي، تمثِّل الوقود للاقتصاد على الصعيدين الإقليمي والمحلي. كذلك تساعد الشركة الجهات الصناعية المحلية والباعة المحليين بالاستفادة من خدماتهم التي يقدمونها وشراء منتجاتهم. إضافة لذلك أثارت أرامكو السعودية ظمأ المعرفة لدى الصغار وغذت في نفوسهم روح الإبداع، وذلك عن طريق برنامج المكتبات المتنقّلة التي تجوب البلاد طولاً وعرضاً ومسابقات الرسم السنوية للصغار، التي يسعد ويفرح بها أطفالنا، خاصة وأنّها تتميّز بنوعية الإعلان عنها وتتفوّق في رصد جوائزها السنوية المتميزة، مما جعل تلك المسابقات تمثِّل أنموذجاً متفوقاً في مخاطبة الطفل السعودي. وأخيراً لعلّ هذه المبادرات يتبعها المزيد والمزيد من الحضور المميّز لبرامج هذه الشركة العملاقة من خلال إجراء الدراسات البحثية وتبنِّي المشاريع العلمية لدراسة أوضاعنا الاجتماعية، لنضع اليد على موطن الخلل في مسيرتنا التنموية، وبهذا تستحق أرامكو الكبيرة في مكانتها والمميّزة في حضورها الاجتماعي، أن تكون أنموذجاً للشركات الفاعلة في حياتنا العامة والمؤسّس لمرحلة جديدة من بناء وعي المواطن تجاه قضايا التنمية، ولتكون أرامكو علامة فارقة في جسد قطاع المال السعودي .. وبهذا تقدِّم أرامكو ما يحفظ حقّها في ذاكرة الأجيال القادمة.
sahem20@hotmail.com |
|
|
| |
|