** كنت من المتابعين دوماً.. لمشاريع قرى ومحافظات ومدن منطقة الرياض.. وكنت قريباً من هذه المشاريع وظروف وجودها.
** وكنت أيضاً.. من المتابعين لمشاكل بعضها وإرهاصات وجودها.. إذ لا تكاد تسلم.. مثل هذه المشاريع عادة.. من وجود حالات شد وجذب وصراعات تسبق الوجود.. لدرجة أن بعض هذه الصراعات.. تحول دون وجود المشروع وتخنقه قبل أن يرى النور.
** وهذا بالطبع.. لا ينطبق على مدينة دون أخرى.. ولا منطقة دون أخرى.. بل هو موجود في مدن وقرى العالم كلها.. وإن كان ينشط ويضعف من مدينة لأخرى.
** غير أنك تلاحظ دوماً.. في مشاريع منطقة الرياض.. بصمة سلمان بن عبد العزيز.. تلك البصمة التي تحمل العمق وبُعد النظر.. وتحمل روح المسئولية.. وتحمل العدل والصدق والإنصاف.. وتحمل الحرص والمتابعة القريبة والدقيقة.. وهذا ما جعل مشاريع منطقة الرياض دوماً متميّزة.. وتُرضي الجميع.. ومن هو الذي لا يرضى ولا يفرح ولا يستبشر من مشروع وراءه سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -؟
** ومناسبة هذه المقدمة الصغيرة المختزلة أنه جمعني قبل أيام لقاء مع بعض الأصدقاء من حوطة (الفنجال وعلوم الرجال).. حوطة الكرم والشهامة.. والنبل والشجاعة.. حوطة بن تميم.. وكان الحديث حول مبنى المحافظة الجديد.. حيث سعد جميع أهالي حوطة بني تميم.. بهذا المنجز الجديد.. الذي أصبح معلماً من معالمها الجديدة.. وأصبح أحد أبرز وأفضل وأجمل المباني هناك.. بل أضحى واجهة للمدينة.. يستقبلك عند دخولك.. وتشاهده كمعلم حضاري بارز وأنت في منطقة (الْمَنْسَفْ).
** اختار سلمان بن عبد العزيز الموقع.. وعندها.. شكر الكل سلمان بن عبد العزيز..لأنه اختار بالفعل.. الموقع الأفضل والأنسب.
** نتذكّر هذا.. ونحن نعايش هذه الأيام.. وجهتي نظر بين أهالي الزلفي حول المكان الأنسب.. لمبنى المحافظة الجديد.. إذ إن هناك رأيين.
** وجهة نظر.. ترى بقاء المبنى في مقره القديم.. مع أنه مكان ضيِّق مزدحم لا يليق بمبنى حديث جديد كهذا المبنى الجديد.
** مكان لا تتجاوز كل مساحاته.. مع الزيادات والتوسعات.. والإضافات.. ثمانية آلاف متر مربع فقط لا غير..
** مدخله.. ضيّق جداً.. ويقع في قلب المدينة.. وعلى شارع ضيّق يعج بالحركة.. ولا يمكن أن يكون مثل هذا المعلم الجديد مقتولاً وسط المباني.. ووسط الأحياء.. ولكن.. هي وجهة نظر.
** أما وجهة النظر الثانية.. فهي ترى.. أن المبني الجديد.. يجب أن يكون في مكان مناسب.. واسع فسيح يظهر فيه المبنى.. ويطّلع عليه القاصي والداني ويكون معلماً من أبرز معالم المدينة.. وقد اختار له هؤلاء.. مكاناً في الواجهة الوحيدة لمحافظة الزلفي (المطل الشرقي) وهو المكان المقترح والموافق عليه تقريباً في بداية الأمر.. ومساحته تزيد على الخمسين ألف متر مربع.. ليتبختر المبنى هناك.
** كما أن الأرض أساساً.. هي لوزارة الداخلية أو جزء من أرض مملوكة للوزارة.. وفي منطقة يوجد بها.. دوائر ومعاهد وكليات ومناشط..
** إن أهالي الزلفي المؤيِّدين لإقامة المبنى في غير مكانه الحالي يرون أن من الأنسب.. اختيار هذا المكان الواسع الرحب.. لأن مكان المبنى القديم.. مكان ضيّق مزحوم لا يليق بمعلم ضخم كهذا..
** ويستمر الحوار ووجهات النظر - ولا نقول الخلاف - بين بعض أهالي الزلفي حول المبنى الجديد لمحافظتهم.. وأي المكانين أنسب.. وإن كانت النتيجة واضحة.. والأنسب معروف.. فأرض مساحتها (50) ألف متر.. في مكان واسع رحب كبير.. لا تُقارن بأرض مساحتها ثمانية آلاف متر.. في مكان صغير ضيِّق وسط المباني.. ووسط المدينة.. وعلى شارع ضيِّق مزدحم بالحركة.. بأحياء قديمة..
** أقول.. يستمر الحوار.. وتبقى النظرة الثاقبة.. لصاحب النظر الثاقب.. والنظرة البعيدة العميقة.. سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - فكل مرفق.. وكل مشروع.. وكل مبنى.. وكل نجاح في منطقة الرياض.. يشهد لهذا الإنسان العظيم..