حول انحسار المعاكسات

في عدد يوم السبت السادس من شهر شوال من الجزيرة قرأت عن انخفاض ملموس في ظاهرة معاكسة الفتيات إلى حد النصف، فهو كما جاء في الخبر انخفضت عن الأعوام السابقة بنسبة 50% حيث أجري هذا المسح على الأسواق التجارية الكبيرة التي تشهد كثافة في بعض المواسم من قبل المتسوقين. وهذا الخبر في الحقيقة له وجهان مفرحان مبهجان فهو من جهة أولى يبشر ويطمئن بأن شبابنا قد أدركوا دناءة هذه الفعلة وسخافتها، وهي معاكسة ومغازلة الفتيات والتعرض لهن، وأنها من سيئ الأخلاق وسفاسف الأفعال. ويوحي لنا كذلك أن الشباب قد فهم - إلى حد كبير - مدى النتائج السلبية التي تسببه مثل هذه المشاغبات بين الجنسين من أضرار وخيمة وعواقب سيئة يتجرع المجتمع بأسره مرارتها وحنظل نتائجها. هؤلاء الشباب تفهموا في الحقيقة الموقف وراجعوا هذه العواقب فكفوا وانصرفوا عن تتبع عورات المسلمين. وهذا عشمنا فيهم، وهذا ما نتوقعه منهم، فهم لم يزل بين صدورهم قلوب تنبض في حب الخير، ولا تزال أفئدتهم عامرة بحب الله ورسوله، وإن كان بدر منهم مثل هذه التصرفات فإنما هي نتيجة عوامل معينة ومهيجات قد يتعرض لها الشاب في ذهابه ومجيئه ومطالعته لكثير من وسائل الإعلام التي قد تقذف في روعه حب مثل هذه التصرفات الغريبة والسلوكيات المشينة التي تجلب على نفسه وذويه ومجتمعه مشاكل هم في غنى عنها لو التزم هذا الشاب وترفع بنفسه ومجتمعه عن هذه السلوكيات الخاطئة.
ومن جهة أخرى أورد المحرر في هذا الخبر تثميناً وإشادة برجال الهيئة الذين يتواجدون في الأسواق باستمرار ودورهم الفاعل ومساهمتهم المباشرة في رد كثير من هذه المشاغبات والتعامل معها بما تقتضيه كل حالة، وهم لا شك على ثغر كبير ويقومون بمهنة شاقة ومضنية إلا أن عواقبها تسر وتبهج إذ بها نجاة السفينة وحياة القلوب وذلك لمكافحتها لألوان الفساد والعبث بالبلاد وما مساهمتها في القضاء على كثير من الشرور والآفات التي لو تركت وغفل عنها لجرت إلى البلاد والعباد أنواع الفساد والانحراف. وكما هو معلوم في هذه الأيام وهو مما تجدر الإشادة به الحركة النشطة والحملات القوية والمداهمات الواسعة التي تقوم بها الهيئة وبمساندة من قوى الأمن كافة للقضاء على مصانع وأماكن ترويج الخمور ومحاربة أعداء الفضيلة ممن وفد لهذه البلاد لإفساد نسائنا والتحرش بهن عبر طرق لا تخفى على مطلع. هذا نوع من أنواع وجزء من مهمة هذا الجهاز المبارك.