رواتب القطاع الخاص متدنية

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة السيد خالد المالك
طالعت ما نشر في صفحة الاقتصاد يوم السبت 20 شوال 1427هـ في العدد 12462 بعنوان (دراسة حديثة تكشف تهاون القطاع الخاص في الالتزام بالسعودة) وتكلمت عن 73% من العاطلين عن العمل يحملون الشهادتين الثانوية والجامعية والغالبية تبحث عن وظيفة مكتبية ..إن هذه الدراسة تطرقت لجوانب عديدة منها الجوانب الأسرية والجوانب التدريبية والجوانب الأخرى عديدة وشمولية. فمن هنا أحببت أن أنقل سبب عزوف الشباب عن الأعمال الميدانية والتي هي في القطاع الخاص حيث إن كل شخص تصبو عيناه إلى المركز المرموق والمكانة العالية في المنصب والموقع، هذا لا تثريب فيه على الأشخاص، ولكن المشكلة لدى الشباب هو الجانب المادي والذي لا يواكب تطلعات الشباب. فإلى متى والشاب يكدح ويعمل براتب مقطوع لا زيادة فيه كما هو حاصل في القطاع الخاص، فإن القطاع الخاص بجميع نواحيه إلا ما قل الرواتب والحوافز المادية فيه متدنية، فكيف لشاب قادم من أقصى الشمال لكي يعمل في جنوب البلاد براتب لا يتجاوز الألف والخمسمائة ريال ومن دون بدل سكن ودون أي مزايا مالية؟ فكيف لهذا الشاب أن يعيش وأن يكون أسرة؟! أم كتب على الشباب العاملين في القطاع الخاص العنوسة! فمن المنظور الاقتصادي فإن هذا الراتب الذي سيتقاضاه هذا الشاب والقادم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب أو العكس لا يكفي لأن يؤمن له المواصلات التي ستوصله إلى مقر عمله في نفس الموقع فكيف له أن يتحمل العيش وأن يصبر كما تطالب به الدراسة؟! كيف لشاب أن يأتي ليعمل ويكدح من دون أدنى فائدة لأنه إذا أتى إلى مواقع العمل فإنه سيضطر إلى أن يغرق بالديون لكي يسيّر حياته العملية، فإن أوضاع الشباب السعودي في مواقع العمل مؤسفة ومحزنة، فالحل تحديد قاع معين لرواتب العمال السعوديين مع ما يتواكب مع تطلعاتهم وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية ومساواتهم بالأجانب الذين يأخذون من البدلات من بدل سكن وبدل نقل وغيرهما من البدلات، والشاب السعودي يحرم من هذه البدلات بحجة أنه من أبناء الوطن! وهل ابن الوطن يتوفر له السكن في كل مدينة مجاناً؟!.