احتفالات محافظة
الدرعية بالعيد.. لماذا توقفت؟
عصام بن عبدالله بن خميس

للعام الرابع على التوالي لم تقم محافظة الدرعية احتفال الأهالي بعيد الفطر المبارك، بعد أن اعتاد الأهالي على مدى سنوات طويلة ومنتظمة، تصل إلى أكثر من أربعين عاماً على إقامة هذا الاحتفال في كل عيد وذلك بإقامة مخيّم كبير في مدخل المدينة، يستمر لمدة ثلاثة أيام، يلتقي فيه أهالي الدرعية شيباً وشباباً، ويهنئ بعضهم البعض بعيد الفطر المبارك، وتقدم من خلاله الولائم للزائرين والمشاركين والضيوف، ويزيّن المخيّم بعبارات الترحيب وتشعل فيه المصابيح الجميلة المضيئة ويقدم واجب الضيافة من القهوة العربية والشاي والمرطبات والمياه، ويسمر فيه الأهالي إلى وقت متأخر من الليل، يتسامرون فيه ويتبادلون أطراف الحديث ويشاركهم في ذلك أبناؤهم الصغار الذين يفرحون بهذه المناسبة ويعدونها من أحسن وأفضل الأيام التي يستمتعون فيها بالعيد السعيد بين أهلهم وذويهم، ويقضون أمتع الأوقات مع أقرانهم وأصدقائهم ويقيمون فيه العرضة السعودية التي تميّزت بها هذه المدينة وأجاد أهلها هذا الفلكلور بطريقة أداء متميزة حتى أضحى أهل الدرعية من أفضل وأميز من يؤدي هذا الفن الشعبي الأصيل ليس على مستوى منطقة الرياض فحسب بل على مستوى المملكة.
كل هذه الأشياء الجميلة والممتعة توقفت ولم نعد نشاهد الاحتفال بالعيد في هذه المدينة العريقة مما يثير أكثر من علامة استفهام وأكثر من سؤال مُلح يبحث عن إجابة شافية مقنعة.
من أوقف هذه الاحتفالات؟ لماذا توقفت منذ أربع سنوات؟ لماذا تحتفل جميع المناطق والمحافظات بالمملكة بعيد الفطر المبارك سوى محافظة الدرعية؟ لماذا تحتفل المحافظات المجاورة وتسعد وتبتهج وتُحرم الدرعية من ذلك؟ لماذا يُحرم أهالي وشباب الدرعية وأطفالها الصغار من فرحة العيد وبهجته وسروره؟ وهل هذا التوقف للعام الرابع على التوالي جاء من باب المصادفة أم إن في الأمر شيئاً خافياً على أهالي الدرعية؟
وهنا نقول مَنْ المسؤول عن هذا التوقف؟ هل هي محافظة الدرعية؟ أم بلدية الدرعية؟ أم أهالي الدرعية؟ ولماذا يذهب بعض أهالي الدرعية ممن يمثلون فرقة الدرعية للعرضة السعودية للرياض وللمنطقة الشرقية وغيرها من المناطق الأخرى في المملكة ويتركون الاحتفال في مدينتهم؟ أليس من الأولى والأجدى بقاؤهم في مدينتهم وإقامة الاحتفال فيها؟ وإذا كان ولا بد من مشاركتهم في بعض المناطق بحكم تميز أدائهم للعرضة فلماذا لا توضع آلية واضحة تحكم مشاركتهم بحيث تبقى مجموعة في احتفال الدرعية وتوزع مجموعات أخرى على المدن التي تطلب مشاركة فرقة الدرعية؟ ولكن من الأهمية بمكان أن تبقى الأولوية للدرعية ولاحتفالها، إذ من غير المقبول ولا المعقول ألا نشاهد الدرعية تحتفل بعيدها وتفرح به مثل بقية مناطق ومحافظات المملكة مهما كانت المبررات والمسببات.
وإنني من هذا المنبر لأهيب بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله- بأن يصدر توجيهاته الكريمة بأهمية إعادة احتفالات مدينة الدرعية كما كانت عليه وأن يكون ذلك منهجاً يُسار عليه في جميع الأعوام وأن يُدعم ذلك من محافظة الدرعية وبلدية الدرعية ومن الأهالي، ولنا في سموه كبير الأمل فقد عوّدنا - حفظه الله- على وقفاته الصادقة والمخلصة مع أهالي مدينة الدرعية وأبنائها.
والله من وراء القصد.