| |
ثقافة الإقفال والوهم الكبير
|
|
إشارة إلى ما كتبه الكاتب عبد الحفيظ الشمري في صحيفة الجزيرة يوم الاثنين الموافق 22 - شوال 1427هـ، 13 نوفمبر 2006م، (إقفال)، أود أن أشاركك الرأي بأن (الإقفال) في مجتمعنا وخاصة على المرأة، هي ثقافة قديمة ومتأصلة لدى البعض في مجتمعنا الذي يرى أن الإقفال هو الحصن الذي من خلاله يستطيع المحافظة على المرأة منذ مولدها وحتى تموت، فالإقفال الذي نراه كل يوم في حياتنا اليومية تعدى الإقفال المادي إلى الإقفال المعنوي الذي تعاني منه العديد من النساء، هذا الإقفال هو برأيي نوع من الرقابة التي تفرض على الفتاة، وهذه الرقابة الخارجية لا تثمر في النهاية، بعكس الرقابة الداخلية التي تربي النفس وتمنع المرء من الوقوع في الخطأ خوفاً من الرقيب الأعلى، ورغبة في ثوابه سبحانه وتعالى، فمثل ما طرحت الإقفال تكمن خطورته عندما لا يولي حارس البوابة المسؤولية الملقاة على عاتقه الاهتمام الكافي، فتجده يقفل البوابة ويذهب إلى الصلاة دون تفكير بالعواقب التي قد تتعرض لها الطالبات والمعلمات والمديرة فيما لو شب حريق، أو تعرضت إحداهن لحالة طارئة، وأرجو من إدارة التعليم التشديد على الحراس في عدم ترك البوابة لأي سبب من الأسباب، وبيان الرأي الشرعي في هذه المسألة، وهذا الإقفال تعدى المراحل الابتدائية وتعداه إلى المراحل الجامعية، والصعوبات التي تواجهها الطالبات في الخروج بعد انتهاء المحاضرات في وقت مبكر أو إلغاء محاضرات بسبب غياب إحدى المحاضرات، فالطالبة التي تريد الخروج قبل الوقت المحدد (12.45) لا بد أن تذهب لمكتب الخروج للاستئذان من موظقة الخروج، وإثبات هوية من سيوصلها للمنزل، ومن ثم تخرج الفتاة، وأعرف من تحمل يومياً بطاقة الأحوال الخاصة بأبيها، مع تأكيد والدها عليها يومياً بضرورة المحافظة عليها، رغم خطورة حمل البطاقة الشخصية فيما لو تعرضت للسرقة أو الضياع، حتى تستطيع الخروج لأي سبب من الأسباب، بل بلغ بإحدى الجامعات أن تقبل ببطاقة السائق (الإقامة) مع محرم (شغالة) ترافق الفتاة، وترفض بالمقابل طلب أم بخروج ابنتها من الجامعة قبل الموعد المحدد بقليل، ورغم إخراج أم الفتاة لبطاقة الأحوال الخاصة بها إلا أن موظفة الخروج رفضت أن تخرج البنت مع أمها قبل الموعد، حتى الطالبة الحامل والتي شارفت على الولادة لم تشفع لها هذه الحالة في الموافقة على خروجها باكراً. ثقافة الإقفال تعدت الحدود فنقلناها إلى العاملات الوافدات للعمل لدينا، وما يرافق ذلك من خطورة، بل رأينا من فقد أبناءه وعاملته المنزلية بعدما شب حريق في المنزل ولم تستطع العاملة الخروج وكذلك الأطفال، فماتوا مختنقين. هذه الثقافة لن تحافظ على من أرادت الخروج على التقاليد والعادات بل ستزيدها إصراراً على المحاولة حتى تتمكن من كسر هذا القفل، فهل ثقافة الإقفال ستجدي حينها؟!
ماجدة السويح
|
|
|
| |
|