| |
الشفاء الذاتي
|
|
تأليف: آندرو ويل، إم.دي قراءة: حنان بنت عبد العزيز آل سيف اسم الكتاب: الشفاء الذاتي. اسم المؤلف: آندرو ويل, إم. دي الطبعة: الأولى عام 1999م، مكتبة جرير. الشفاء الذاتي كتاب فريد في نوعه، يلفت أنظار العالم إلى قدرة الجسم القوية على مقاومة الأمراض، وذلك من تلقاء نفسه، وعن طريق تجنيد قواه الخفية التي حباه الله بها، واستمر المؤلف في طرق مباحث جديدة تضفي على مفهوم الشفاء الذاتي الكثير الكثير من الإيضاح والتبيين، ومن النواحي الأساسية التي طرقها المؤلف هو أن السبب الحقيقي والقوة القادرة على كل أنواع الشفاء تعود إلى جهاز الشفاء الذاتي، واستمع إليه وهو يدلي بهذه الحقيقة الهامة حيث يقول: (وأؤكد أن السبب الحقيقي لكل أنواع الشفاء هو جهاز الشفاء الذاتي سواء تم تناول العلاج أم لا، فعندما يفلح العلاج، فإنه ينشط آليات جهاز الشفاء الذاتي، والعلاج بما فيه العقاقير والجراحة يمكن أن يسهل عملية الشفاء ويزيل العقبات من طريقها، لكن العلاج ليس كالشفاء، فالشفاء يأتي من الداخل، إلا أن رفض العلاج مع انتظار الشفاء سوف يكون درباً من الحمق). وحول موضوع استخدام المقويات أشار الكتاب إلى أهمية هذه المقويات التي من شأنها زيادة فاعلية نظام الشفاء في الجسم، والمقويات هي منتجات طبيعية تنشط أجسامنا بنفس الطريقة التي تنشط بها التمارين الرياضية عضلات أجسامنا، وذكر المؤلف نظرة الناس إلى هذه المقويات فقال: (تحظى الأدوية المقوية في الوقت الراهن بالقليل من القبول لدى معظم الممارسين للطب التقليدي في الغرب، وذلك أن هذه الأدوية تبدو في نظرهم متخلفة، أما أطباء اليوم، فيفضلون الأدوية التي تحدث آثاراً سحرية، كالعقاقير التي تحدث أثراً معيناً في أمراض معينة عن طريق آليات كيميائية حيوية معروفة، غير أنهم لا يحبون الدواء الذي يبرئ كل داء، وهذه الأدوية لها مفعول عام وتفيدك في معالجة كل الأمراض التي تصاب بها، وأفضل ما يقال عن آليتها أنها غامضة، ويختلف الموقف تماما مع الممارسين في الشرق حيث يكنون احتراماً شديداً للمقويات مع استعداد الأطباء والمرضى على حد سواء لدفع مبالغ طائلة مقابل المنتجات الطبيعية التي يؤمنون بأنها تزيد من مقاومة أجسامهم الداخلية، وسرعتها على الخروج من الحالة المرضية) وضرب المؤلف أمثلة لهذه المقويات الطبيعية ومنها: الثوم، الزنجبيل، الشاي، الصيني الأخضر، الشوك اللبني، الاستراجولوس، الجنسة السيبرية، الجنسة، الميتاك، وتعتبر ممارسة الرياضة من أهم مقويات الجسم ومنشطاته، ويعتبر الدكتور فولفورد الطبيب المخضرم المعالج لتقويم العظام هو أول من علم مؤلف الكتاب الدكتور آندرو ويل، إم دي المبادئ الأساسية للشفاء، وهو يعتقد أن الحركة التبادلية ضرورية للنمو الطبيعي للأداء الأمثل للجهاز العصبي، وضرب مثالا لهذا وهو حبو الأطفال خاصة في أول الأمر، فمن شأن هذه الحركة أن تحفز نمو المخ، ويعلق المؤلف على هذا الأمر بقوله: (لقد سمعت دكتور فولفورد كثيراً ينصح مرضاه الراشدين بالحبو كوسيلة للإسراع في الشفاء من الإصابات قائلاً: أرجع إلى هذه الحركة البسيطة، وسوف تساعد الجهاز العصبي على تخطي أية عقبات). ثم وجه المؤلف محور تفكيره نحو أمر آخر وهو النشاطات التي يقوم بها العقل وطرق تفاعل هذه النشاطات مع (نظام الشفاء) وهذه النشاطات الأربعة الهامة هي على التوالي: الإيمان والفكر والخيال العقلي والعاطفة. فالإيمان له أثر قوي على إدراك الإنسان الحسي وقدرته على الفهم، حيث إنه يحدد رحلتنا واتجاهاتنا في هذا العالم المجهول، الذي ندرك القليل من إبرازه، ونجهل الكثير منها، والتفكير ينظر إليه علم النفس على أنه عقبة كبرى تعترض التنوير، فهو يخرجنا من حيز الآن وهنا إلى حيز الماضي والمستقبل والخيال، غير أن التأمل وسيلة جيدة لكسر إدمان التفكير، فحينما تجلس وتحاول أن تبقي تركيزك في شيء معين مثل الصورة البصرية فإنك تتعلم التحكم في التركيز وإبقائه في مكان واحد، ومن ناحية التصور الذهني فإن هناك علاقة خاصة بين المنطقة الخاصة بالإبصار في المسخ ونظام الشفاء، حيث إن جزءاً كبيراً من القشرة المخية مخصص للرؤية وهذا الجزء من المخ يقع في منطقة خلف الرأس، وموضوع العاطفة له علاقة وثيقة بالتأمل، وحول هذا المقام يقول المؤلف الفاضل: (كثير من المتخصصين الذين يؤيدون التأمل يوصون الناس أن تكون لهم سيطرة على انفعالاتهم، وأن يزيلوا التقلبات المزاجية ويحاولوا العيش بمزاج معتدل، وقد تكون هذه النصيحة مفيدة لبعض الناس، وعندما أرى بعض المرضى الذين يعانون من عدم توازن في حياتهم واضطراب في مستويات طاقاتهم، ويأكلون بطريقة خاطئة، أو أولئك الذين يعانون من عدم استقرار علاقاتهم، فإنني أوصيهم بتمرينات التنفس والتأمل كطريقة لاستعادة التوازن ولكنني عندما أنظر إلى دور العواطف في تسهيل عملية الشفاء الذاتي، أفكر في أنه قد يكون من الأنفع أن تحث الناس المرضى على أن ينمو العاطفة)، ويعتبر التعامل مع التنفس تدريباً روحياً له أثره على الصحة والشفاء، ولأن طريقة التنفس تعكس حالة الجهاز العصبي، كما أنها تؤثر تأثيراً قوياً على حالته، وألمح المؤلف إلى خمس طرق نستطيع من خلالها ممارسة عملية التنفس بانتظام وهي: 1 - راقب التنفس. 2 - ابدأ بالزفير. 3 - دع الكون يتنفس من أجلك. 4 - خذ نفساً محفزاً. 5 - خذ نفساً للاسترخاء. وللمؤلف كلمة حول هذه التمارين التنفسية الخمسة حيث قال: (وهذه التمرينات الخمسة سوف تضعك على طريق برنامج استخدام التنفس للوصول بالجهاز الشفائي إلى أفضل وضع،.... هذه ممارسة روحية حقيقية وليست مجرد طريقة لتحسين الصحة، وكليات الطب لا تدرس علم التنفس الواعي، وكان هذا العلم مقصوراً على مدى التاريخ على فئة معينة، وكان ينقل كتراث شفهي، وحتى الآن لا توجد إلا كتب قليلة حول هذا الموضوع). ومن خلال قراءتي في الكتاب كنت أنتقل بين جزئياته وفصوله وأبوابه بتلقائية ومتعة شديدتين، وإن دل هذا على شيء فهو دال على مستوى الترجمة الجيد الذي بذل في سبيل إخراج الكتاب، وظهوره إلى حيز الوجود، وفي الكتاب مادة علمية وطبية حافلة جاءت على مدى عناء السنين، وجهود الأيتام، لأن المؤلف كان يؤرقه حلم الشفاء الذاتي، وتقوية جهاز المناعة الجسمي، حتى يكون الجسم مسلحاً بأسلحة قوية لمقاومة الأمراض والفتك بها، كان حلماً جميلاً سعى المؤلف لتحقيقه لما فيه من خير يعم البشرية، وفضل يرفرف عليها، وحين أطلق لخياله العنان، جعله خيالاً واقعياً، متشبثاً بأهداب الحياة، وجذور الشفاء، فقطع شوطاً من عمره باحثاً عن معالجين هدفهم الوصول إلى جذور القوى الدفاعية الداخلية، وتفجيرها لصالح الجسم ولتقوية دفاعاته، ثم اعتمد على ذاته، فدرس خصائص البنات، وتعرف على طب الشعوب، وسجل معلوماته في هذا السجل الطبي الرائد، والوثيقة العلمية الذائعة، ولعل من فضول القول الإشارة إلى الطب النبوي وقدرته العالية على تقوية جهاز الشفاء، كذلك - الحبة السوداء - التي ما زال الطب الحديث يكتشف أسرارها حتى الآن، وهي من أقوى أسلحة جهاز المناعة والتشافي الواقي، ومن الكتب التي تبحث في الشفاء الذاتي بطريقة تناولية أخرى (زاد المعاد في هدي خير العباد) خاصة المجلد الرابع الخاص بالطب النبوي.
عنوان المراسلة: ص ب 54753 - الرياض 11524
hanan-bin-seif@hotmail.com |
|
|
| |
|