| |
الاثنين 25 ذي الحجة 1392هـ - الموافق 29 يناير 1973م - العدد 508 نفثات يراع!
|
|
* إخوتي الشباب من الواجب علينا أن نفرق بين الغث والسمين وأن نعرف الرفيع من الوضيع وأن نكون شباباً لنا التفكير السليم والعقل القويم والخلق الرفيع لتحقيق النجاح والرفعة. إخوتي الأعزاء: لا شك أنّ الكثير منا يهوى شراء المجلات غير المفيدة ويحرص على قراءتها وجمعها متفان في حبها مدافع عنها بكلِّ إصرار .. إخوتي لا ريب أننا في عهد النزوة والغرور فيجب علينا أن نستشير غيرنا ممن يكبروننا في السن .. وأن لا نحكم على شيء إلا بعد أن نضعه تحت المجهر ليتضح لنا صلاحه من فساده ثم بعد هذا وذاك نقضي، بما نرى. هذا وأعود إلى موضوع الحديث، فأقول إن مثل هذه المجلات إنما جعلت الصور غير المحتشمة رواجاً لها فهي بالحقيقة إنما تهدف إلى بث السموم في المجتمع السليم. وفي نفس الوقت إنما تريد جذب اهتمام الشباب إلى الجنس الآخر ليصبح بعيداً عن دينه ووطنه .. كل البعد. وزيادة على ذلك إضاعة الوقت في شيء صدى لا نفع فيه. أعزائي معاشر الشباب: إذا كان هذا الوصف هو خطة هذه المجلات الذي تسير عليه فيجب علينا جميعاً وبعد قراءة هذه المجلات أن نعمل فكرنا بضع دقائق لنرى ماذا استفدنا سنرى النتيجة لا شيء سوى الإفلاس .. بالوقت والمال .. فهل من سامع وهل من مجيب (!!). وهناك بالمقابل .. كتب (كثيرة) .. ليست جديرة بالقراءة ولا بالاقتناء .. تجد مثلاً العنوان قد صبغ بعبارات متراقصة جميلة .. ذات ذوق غريب علاوة على ما ذكر فيه من الإطناب والتبجيل لمؤلفه .. كل هذا شيء يوجد على دفتي تلك الكتب ولكن حين تتصفحها وتقرأ فحواها تجدها ملونة بالأكاذيب والأحاديث التي لا صحة لها .. وفي بعض الأوقات تصل بك إلى أحاديث تقف حولها مدهوشاً مرتبكاً لتخطيها الحقيقة والصراحة، ومع هذا فإن جميع المكاتب تكتظ بمثل هذه الكتب لميل الشباب نحوها بدافع من حب الاستطلاع، والاكتشاف ولا ريب أنها مفسدة لعقول شبابنا الناشئ وذلك لما فيها من سحر البيان وروعته حيث إنها صيغت بفن قصصي مسترسل يحبب القارئ فيها كثيراً للذة والمتعة ولكنها للأسف الشديد قد أسست على صرح تشوبه السخافة والاستهزاء!! أخيراً إخوتي الشباب إذا كانت هذه الكتب أساسها الخديعة والدس فيجب علينا جميعاً أن نبتعد عنها كل البعد وأن نؤمن في قرارة أنفسنا بتكذيب مثل هذه الكتب التي إنما وضعت لهدم ديننا وإيلاج الشك فيه .. أخيراً أهيب بجميع المسؤولين أن يحرصوا على إبعاد مثل هذه الكتب وأن يكونوا دائماً باذلين جهدهم لإخراج الشباب في مستوى إسلامي رفيع، ليستطيعوا تحقيق الرفعة والنصر . وفق الله الجميع لما فيه خير الدارين.
بريدة - عبد الكريم الطويان
|
|
|
| |
|