Al Jazirah NewsPaper Friday  17/11/2006G Issue 12468مقـالاتالجمعة 26 شوال 1427 هـ  17 نوفمبر2006 م   العدد  12468
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

آية من القرآن تفتح قلب يهوديّ 2-2
د. محمد بن سعد الشويعر

مرّ بنا في الحلقة الأولى عن كعب الأحبار - رحمه الله - وما وجد من كتاب، ثم لمّا قرأه على مجموعة من أحبار اليهود، لانت قلوبهم، وأسلم منهم 42 حَبْراً، بفهمهم لآية من القرآن الكريم، وجاءت في هذا الكتاب، مما ألان الله به قلوب من أراد بحالهم الخير، وليكونوا قدوة لغيرهم.. وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حرص، على أن يعمَّي قبر النبي دانيال، حتى لا يفتتن به الناس، وسار على منهجه كعب الأحبار في إخفاء أثر هذا الكتاب الذي هو التوراة، كما أنزلها الله على موسى، ما غُيّرتْ ولا بُدّلت.
وفي حديث اليوم نبيِّن قصة إسلام كعب، والآية الكريمة التي جعلها الله سبباً في سرعة إسلامه، حيث توسّع أبو نُعيم الأصبهاني في ترجمته، وذكر بعض الشيء من كلامه وأخباره، ومن ذلك قوله بالسّند إلى شيخ من الفقهاء قال: إنّ كعباً قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أسلم في ولايته: إنه مر برجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعه وهو يقرأ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً}(47) سورة النساء.
فأسلم كعب من يومها ثم قدم على عمر، فاستأذنه بعد ذلك في الغزو إلى الروم، فأذن له، فانتهى إلى راهب قد حبس نفسه في صومعة أربعين سنة، فناداه كعب، فأشرف عليه الراهب، فقال: من أنت؟ قال: أنا كعب الحَبر. قال: قد سمعت بك فما حاجتك؟ قال جئت أسألك عن حالك، نشدتك بالله، هل حبست نفسك في هذه الصومعة، إلا لآية تجدها في التوراة؟: إن أصحاب رؤوس الصوامع البيض هم خيار عباد الله، عند الله يوم القيامة، قال: اللهم نعم، قال: فنشدتك بالله هل تجد في الآية التي تتلوها، أنهم الشّعث الغبر الذين أولادهم يتامى لغيبة آبائهم وليسوا يتامى، ونساؤهم أيامى لغيبة أزواجهن، ولسن بأيامى، أزودتهم على أكتافهم، تحملهم أرض، وتضعهم أخرى، يجاهدون في سبيل الله، هم خيار عباد الله؟ قال: اللهم نعم، قال هذه ليست تلك الصّوامع، إنما هي فساطيط أمة محمد عليه الصلاة والسلام، يغزون في سبيل الله وليست هذه الصومعة التي حبست فيها نفسك.
فنزل الراهب إليه فأسلم، وشهد معه شهادة الحق، وغزا معه الروم، وانصرف إلى عمر، فأعجب عمر بإسلامهما فكانت الرهبانية بدعة فيهم، كما قال سبحانه {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}(27) سورة الحديد.
وجاء في رواية أخرى بالسند إلى يزيد بن شريح، قال: قال كعب: لما قرأت هذه الآية { مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ}(47) سورة النساء, أسلمتُ حينئذٍ شفقة أن يحوِّل الله وجهي نحو قفاي، وما ذلك إلا أنه يعرف الله حق المعرفة، والعلماء - رحمهم الله - يقولون: من كان بالله أعرف كان منه أخوف. وأصدق من ذلك قول الله سبحانه { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}(28) سورة فاطر.
وكان من قول كعب: أول ما أُنزل من التوراة، عشر آيات، وهي العشر التي نزلت في آخر الأنعام، وهي التي يسميها بعض المفسرين الوصايا العشر.
وروى عاصم بن بهدله، عن أبي صالح عن كعب قال: إن الله اختار من الشهور شهر رمضان، واختار من البلاد مكة، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الليالي ليلة القدر، واختار الساعات، فخير الساعات للصلوات، فالمؤمن بين حسنتين: فحسنة قضاها، وأخرى ينتظرها.
كما قال: اختار الله البلاد، فأحبُ البلاد إلى الله البلد الحرام، واختار الله الزمان، فأحبُ الزمان إليه الأشهر الأوائل الحرم، وأحب الشهور ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول، واختار الله الأيام، فأحب الأيام إلى الله يوم الجمعة، واختار الله الليالي، وأحب الليالي إلى الله ليلة القدر، واختار الله ساعات الليل والنهار، فأحب ساعات الليل والنهار إلى الله ساعات المكتوبات، واختار الله الكلام، فأحب الكلام إلى الله: لا إله إلا الله، والله أكبر وسبحان الله والحمد.
وأورد كلاماً جاء عن كعب، بأن الله تعالى، قال لموسى بن عمران - في التوراة -: إني افترضت الصيام على عبادي، وهو شهر رمضان، يا موسى: إنه من وافى يوم القيامة، وفي صحيفته صيام عشر رمضان، فهو من المخبتين، ومن وافى العشرين من رمضان، فهو من الأبرار، ومن وافى بثلاثين من رمضان، فهو أفضل من الشهداء عندي، يا موسى بن عمران إني أمرت حملة عرشي، أن يمسكوا عن العبادة إذا دخل شهر رمضان، وأني كلما دعا صائمو شهر رمضان، أن يقولوا آمين، فإني آليت على نفسي ألا أرد دعوة صائمي شهر رمضان، يا موسى إني ألهمت السماوات والأرض، والجبال والشجر والدّواب، أن يستغفروا لصائمي شهر رمضان، إلى آخر ما ذكر أبو نعيم في الحلية، فيما يتعلق بشهر رمضان وغيره فنأخذ منه، وافق بين شريعة الإسلام.
كما أننا نحن معاشر المسلمين، في غنى عما جاء في التوراة، فقد كان في كتاب ربّنا، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ما يكفي ويشفي في شهر رمضان، وفضائله حتى إن الجنة تتزين في رمضان استعداداً لاستقبالهم، وسمّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، باباً من أبواب الجنة بالريان لا يدخل معه غيرهم، فإذا تكاملوا أُغلق، وأن مردة الشياطين تصفَّد في رمضان، وحدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كم في كل ليلة يعتق الله من النار، لأن رمضان أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
ومن نعمة الله على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أن بقوا محافظين على صيام رمضان وقيامه مع زيادة العبادة فيه في الوقت الذي تهاون أهل الكتاب بفضل رمضان، ومكانة العبادة فعدّلوا وبدّلوا في شرع الله الذي شرع، وعصوا أنبياءه.
وأورد أبو نعيم أخباراً عن كعب هي من علامات الساعة، قد علَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها أمته: منها قوله:
- ستكون فتنة، تستحل فيها الدماء والأموال والفروج، ثم تكون فتنة الدجّال. وبعد أن أفاض في يأجوج، ومأجوج قال كعب: يمكث الناس بعدهم في الرخاء عشرين، مع الخصب والدعة، ثم يبعث الله ريحاً طيبة فلا تدع مؤمناً إلا قبضت روحه، ثم يبقى الناس بعد ذلك يتهارجون كما تتهارج الحُمر في المروج، حتى يأتيهم أمر الله والساعة، وهم على ذلك.
الله الحافظ
يقول فهد المارك، في كتابه: عن الملك عبدالعزيز رحمه الله: القصة التي سأرويها تعبر عن شجاعة عبدالعزيز، تلك الشجاعة التي يستمدها من إيمانه بالله، وخلاصة القصة:
في إحدى المعارك التي خاضها عبدالعزيز مع ابن رشيد التي تخلّى فيها عنه قسم من البدو، مما أتاح لقوم ابن رشيد، أن يحققوا النصر، بعد أن كان النصر في بداية المعركة لعبدالعزيز.
بعد ذلك ذهب عبدالعزيز لرؤساء تلك القبيلة، ممتطياً جواده، وقال لهم: يا بني فلان، لا لوم عليكم ولا علينا، الحرب يوم لنا ويوم علينا، فوالله لئن أحياني الله، لآخذن الثأر لكم.
قاصداً أن يظهر نفسه جاهلة للأمر الواقع، وإن جاء بصورة غير مباشرة عن السبب، هؤلاء الذين هربوا من المعركة، بعمد وتصميم، قاصدين إحداث بلبلة في صفوف المقاتلين.. وموضوع الإعجاب ببطولته، فإنه عندما حان وقت الصلاة، قال عبدالعزيز: فلنؤدِّ الصلاة، وليتقدم أحدكم إماماً لنا.
فقالوا: ما أحد يستطيع أن يتقدم على الإمام، فضرب كفيه بالأرض تيمماً، وقال عبارة تعبِّر عما في نفسه، أبلغ تعبير، لما عنده من الريبة، من أن يفتك به هؤلاء القوم، الذين هم أصدقاء في الظاهر، وأعداء في خفايا نفوسهم، والعدو المستتر أخطر من العدو الظاهر.
قال عبدالعزيز عندما استقبل القبلة: اللهم إني أعوذ بك من همزات الشياطين، ثم رفع يديه إلى السماء، وقال: الله أكبر - أي تكبيرة الإحرام - فكأنه يقول بقلبه، مناجياً ربه الله أكبر من غدر الغادرين والله أكبر من مؤامرة المتآمرين، والله أكبر من كيد الكائدين، فهو خير منقذ ومعين، وهو أرحم الراحمين.
في تلك الفترة التي وجه فيها عبدالعزيز وجهه إلى ربه، انقسم القوم قسمين: قسم غلبت عليهم الضغينة، والأحقاد، وضعف الإيمان، وأشار أحدهم إلى الآخر، بأن ينتضي هذا وذاك سيفيهما ويهويان عليه.
فهدد القسم الثاني: مشيراً بالسيوف، إشارة خفية، تعني أنه إذا حاول أحدكما أن ينتضي سيفه، قاصداً الفتك بعبدالعزيز، فإننا سوف نباشر الهجوم عليكما، قبل أن تنالا منه.
وهكذا حفظ الله عبدالعزيز، من نتيجة مؤامرة غادرة، نتيجة مغامرته، كادت أن تذهب فيها حياته، لولا عناية الله، ولولا اتكاله على العزيز القدير {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (3)سورة الطلاق، نعم المولى ونعم النصير.
من شيم الملك عبدالعزيز ج3 ص 328 .



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved