Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/11/2006G Issue 12467سماء النجومالخميس 25 شوال 1427 هـ  16 نوفمبر2006 م   العدد  12467
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

كتابي محدثي وأنيسي
حسن الوراكلي

* أي ابنتي العزيزة
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
لست أدري كنه الباعث الذي حملني حملاً على مغادرة المنزل على غير عادتي في مثل هذه الساعة المتقدة! ركبت سيارتي لأنطلق بها وصوت الشيخ الحصري يسكب بالسمع والفؤاد آيان التنزيل المحكم.
الطرقات والشوارع تبدو خالية أو شبه خالية قلت في قرارة نفسي: أين الذين إلى ما قبل أيام معدودات كانوا يتدافعون بالمناكب في هذه الطرقات ويسدون بجموعهم الآفاق في هذه الشعاب.
أين الذين كانوا منذ أيام قليلات يضمخون أجواء مكة بتلبياتهم كلما علو شرفاً أو هبطوا وادياً ويملؤون حشاشة لياليها بتهجداتهم وأسمارهم.
ها قد خلت أم القرى من حجيجها الذين جاؤوها آمين بيتها الحرام من كل فج عميق يبتغون فضلاً من ربهم ورضوانا..
ها قد خف الجميع مأجوراً غير مأزور بعد أن استلم وطاف وسعى ووقف ورمى.
ها قد سالت بأعناق المطى الأباطح..
لحظتئذ وجدتني أردد بيت شعر حفظته الذاكرة منذ عهد بعيد ولم تتمثل العين حقيقته إلا الساعة:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ثم عدت إلى المنزل ها هو ذا عاد بدوره إلى سالف عهده وأوانه يغرق في صمت مطبق لست أعرف مداه وقد كان هو الآخر فيما مضى من أيام هذا الشهر المبارك يضج كوديان مكة وأباطحها، بحركة ضيوفه، بل ضيوف الرحمن. دلفت إلى حجرة الاستقبال..
لا أحد، غير هذه الكتب والمصنفات المتناثرة في كل زاوية تركتها إلى حجرة النوم.
لا أحد سوى هذه الأسفار والدفاتر التي تملأ كل ركن.. غمرني، لحظتئذ، شعور بالانشراح هو أشبه شيء بشعور من ظفر بعد تطواف مضن بضالته.. همست إلى نفسي:
ذهب الناس فانفرادي أنيسي
وكتابي محدثي وأنيسي
أي نعمٍ..
في حجرة الاستقبال كما في حجرة النوم
جلسائي كثر
ألسنتهم شتى
وحديثهم واحد
قد نشرق فيه وقد نغرب وقد نتهم وقد ننجد بيد أننا لا نخرج، مع هذا وذاك عن فلك العلم والفكر والمعرفة والإبداع.
ولأن هؤلاء الجلساء محببون إلى اثيرون لدي فأنا أحرص ما وسعني الحرص على أن يظل الحوار بيني وبينهم جميعاً مفتوحاً والكلام جارياً والنقاش مسترسلاً ولهفة الجواب عن السؤال الفجأة تختلج وتنبض أمام المودة بيننا فهي موصولة وغير مقطوعة.
أي ابنتي العزيزة:
لعلك ذكرت الآن جلساءك الأول الذين تعرفت عليهم وأنت بعد في الأقسام الأولى من مدرستك الأولى ولعلك ذكرت الآن كيف توطدت بينكما العلائق وتمتنت الوشائج في فترة وجيزة.
كنت ألحظ ذلك حين تهرعين إلي حين أعود إلى المنزل تبحثين فيما أحمل من كتب ومجلات عن جلساء كنت أرى أمارات الفرحة ترتسم على محياك وأنت تظفرين بواحدٍ أو أكثر من جلساء لك جدد.. وكنت في قرارتي أشعر بارتياح كبير ومرده بلا شك إلى أنني بتوفيق الله تعالى استطعت أن أنشئ علاقة ود ومحبة بينك وبين الكتاب وأن أظفر في الوقت ذاته بزبون دائم لخزانتي في المستقبل.
ومع مرور الأيام كنت أراقب عن كثب إذ ترفعين القواعد من خزانتك وتثرين رصيدها في اهتمام وحرص دائبين وعاودني الشعور بالارتياح العميق وبنشوة الظفر وأنا أرى خزانتك تستقبل على توالي الأيام، في اخوتك روادا بإلحاحك وحرصك نفسه: شذى ثم نسيبة فأيمن والبراء.
كان شعوري بنشوة الظفر يزداد كلما أنست من احد اخوتك رواد خزانتك رغبة أكيدة في إنشاء خزانة خاصة به تحمل قصصها ومجلاتها اسمه..
لك يا ندى أن تصغي أو تسمي تلك الرغبة بما تشائين: حب ذات، نزعة تملك.
أما أنا فقد كنت كلما أثير هذا الموضوع لسبب أو لآخر كضياع قصة أو تمزق صفحات مجلة أو ما شابه هذا وذاك، أرى في ذلك تعبيراً فطرياً عندهم جميعاً عما ينبغي أن يصل بين الجليسين الكتاب وصاحبه من ود عميق غامر يصبح به الأول جزءاً من الثاني يحمل اسمه قارئاً كان له أو مؤلفاً فيدل عليه سواء حين يصطفيه للقراءة واختيار المرء دليلاً على عقله أو حين يؤلفه ويذيعه في الناس ممهورا باسمه فيذيع فيهم ما استودع صفحاته من فكره ووجدانه. أذكر هذا من أمسك القريب.
واذكر غير هذا بالآن عينه من أمسي البعيد يوم الهم سيدي الوالد أكرم الله نزله وتغمده برحمته أن يربط حياتي مع الكتاب بعرى صحبة وصداق لا تنفصم.. لم يشترِ لي قصصاً أو مجلات أطفال لأنه لم يكن ثمة شيء من هذه أو تلك يومئذ في متناول الآباء لكنه كان اقتنى لي قبل ذلك بسنوات ربما وأنا لم اسلخ من عمري بعد عامه الأول خزانة كتب كاملة.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved