الدكتور عبدالعزيز المقالح يخالجه شعور عميق بأن المدينة الفاضلة تلك التي حلم بها كبار الشعراء والمفكرين لا بد من أن تكون صامتة لتستحق الوصف بالفضيلة ولا بد أن يلتزم أبناؤها الصمت ليتمكنوا من العمل، فالصامتون وحدهم هم الذين يتركون لأعمالهم وحدها أن تتكلم ولا سيما بعد أن جرب سكان المدن غير الفاضلة أن الكلام هو الذي يشغل الإنسان عن العمل العظيم وهو الذي يتسبب في إضرام حالات النزاع وزرع الخصومات والأحقاد بين الناس. والتجربة تشير إلى أن الذين عاشوا الحياة السعيدة حقاً هم أولئك الذين تأملوها ولم يتحدثوا عنها. وقال المقالح: ما نشهده في حياتنا اليومية من استشراء سطوة الثرثرة في الإذاعات والشاشات الصغيرة والشارع والمقهى والأسواق ومقار العمل يجعلنا نقول: إن الأمر بلغ حداً لا يطاق.
|