روح القانون
الشكوى أرحم!!
إبراهيم العمر

جمعنا صباح يوم الجمعة الماضي خط سير مشترك لرحلة سفر عبر خطوطنا الجوية بأحد الإخوة الأعزاء من رؤساء الأندية وكم كانت صدفة سعيدة وفرصة مباركة لتبادل الأحاديث التي لم تخل من الشجون والسوانح الرياضية والهم (المشترك) الحكام والتحكيم.. وكان يردد بين كل حديث وحديث كلمة (أعانكم الله) علينا.
وبعد توزيع الصحف سرق كل منا نظرة إلى الصفحات الرياضية على عجل للاطلاع على المستجدات الإخبارية والتعليقات الرياضية والتصريحات النارية!! ومن هذه التصريحات تصريح لزميل الرحلة يتظلم من حكام مباراة فريقه والتي أقيمت مساء الأمس والذي هدد الحكام وعدد أخطاءهم وأنه يستعد لتقديم شكوى ضدهم وقد تعمدت عدم التطرق للموضوع البتة وكأنني لم أطلع عليه تقديراً لشخصه الكريم وسمو أخلاقه.
بيد أن المفاجأة حدثت من أحد الإخوة المسافرين ومن المتابعين الجيدين للوسط الرياضي عندما تدخل وطلب من رئيس النادي أن يختصر الشكوى ويقدمها لي بعد أن قرأها في الصحف، فما كان من الأستاذ الكريم رئيس النادي إلا أن ابتسم ابتسامة خجولة ووجهه يكسوه علامات الحياء ومنعاً للإحراج وللخروج من المأزق تدخلت وقلت إن رئيس النادي مسؤول ومؤتمن وإن المسؤولية تحتم عليه حفظ حقوق النادي وهو مطالب أمام الجماهير بأن يحقق البطولات والإنجازات وعندما يشعر أن ظلماً مس ناديه من أي جهة فله الحق في الشكوى والتظلم بهذه المداخلة. انتهى الحديث بين الجميع وأغلق الموضوع وعم السكون.
وبعد أن هدأ الموقف همس في أذني رئيس النادي بقوله: يعلم الله أنني لا أحب الخوض أو الحديث عن التحكيم وأنا مؤمن أن حكامنا من أفضل الحكام على المستوى الخليجي والعربي وأن الأخطاء واردة في كرة القدم إلا أنني وتحت ضغوط نفسية استسلمت وتحدثت عن رفع الشكوى ومن باب مجاراة الآخرين قلت له: لا عليك العب مع من يلعب من منسوبي الأندية فالعواطف لها حقوق.. والجماهير لها واجبات.
شخصياً لا أرى في تقديم ناد لشكوى تقليل من جهود الحكام.. ولا أعتقد أنها تقلل من عطاءاتهم.. وهي أي (الشكوى) أفضل بكثير من النقد الهادم والتجريح للحكام بمناسبة وبدون مناسبة من بعض مسؤولي الأندية وبالذات من يسمون (أعضاء الشرف) الذين بعضهم لا يحمل شرف الكلمة ومبتغاها ولا يملك ناصية الحديث المفيد وإنما يدغدغ مشاعر الجماهير غير الواعية بكلام مبتذل لا يمثل الوجهة الرسمية للأندية بل يزيد من حرج المسؤولين الرسميين تجاه الآخرين.
تناتيف
** إخفاق منتخبنا للشباب في تحقيق فرحة التأهل لدور الأربعة في البطولة الآسيوية لكرة القدم وبالتالي عدم حصوله على مقعد في كأس العالم وهو الأهم، وقبله منتخبنا للناشئين يجعلنا نطالب سمو الأمير نواف بن سعد بإعادة تقويم عام للمنتخبات السنية ومنهجية العمل وأسماء بعض العاملين من الأجهزة الفنية والإدارية وكيفية اختيار اللاعبين حيث أشاهد ومن خلال متابعتي للحكام في مباريات الشباب والناشئين أن هناك لاعبين يتمتعون بقوام جسماني جيد ومهارات عالية ولكنهم بعيدون عن المنتخبين وعن شرف الدفاع عن ألوانه وهذا يعطي انطباعا أن هناك سوء اختيار للاعبين.
** تحدث مدرب نادي الشباب السيد كويلهو عن وجود بطء في تحركات الحكام السعوديين وهذا شيء جيد وملاحظة تستحق الشكر والتقدير.. وهي ملاحظة ليست بخافية علينا وتم التنبيه على الحكام للعمل على تلافيها من خلال تمارينهم في مناطقهم وهذا لا يخلي مسؤولية اللجنة في البحث عن آلية لمتابعة الحكام في مدنهم ومحافظاتهم إن شاء الله.
** أعجبني أيضاً السيد كويلهو وهو يؤكد بعد مباراة فريقه أمام النصر أن لا يتم الضغط على الحكام فهم بشر ومعرضون للخطأ لذا يجب دعمهم والوقوف معهم حتى يطوروا مستواهم إلى الأفضل. كلام جميل من مدرب يستحق الإعجاب والتقدير.
** ظاهرة تسلل بعض المشجعين ونزولهم إلى أرض الملعب وقفزهم للحواجز والاسياج يجب أن تقابل بعقوبات غليظة لتكون رادعة لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذا العمل لمجرد الشهرة أو لتحقيق نزوة أو كسب تحد مع صديق.
** احتفاظ الأستاذ منصور بن عبدالعزيز الخضيري بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية وقبله الدكتور صالح بن ناصر منصب النائب التنفيذي لرئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة.. هو تقدير دولي للمملكة العربية السعودية ولرجالاتها المخلصين.
إهداء
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.