| |
وعلامات غير مجدٍ! عبد الفتاح أبو مدين
|
|
يبدو أن الأخ الأستاذ عبد الله أبو السمح متفائل كثيراً، وهذا الاستنتاج رأيته في زاويته - مداولات -، بتاريخ 26-9- 1426هـ فهو يقول: (أرجو أن يأتينا عيد الفطر هذا القادم.. باستهلال جديد يرفع راية الاعتدال والجنوح إلى السلم، والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوقيع على اتفاقية سلام تصنع نهاية سلمية لقضية فلسطين). * ولم أسر مع الكاتب في آماله وتطلعاته، نحو الوصول إلى حل أو حلول في هذه القضية الكبرى، ومع خصم يدرك الأستاذ أبو السمح من مطالعاته وتاريخ بني إسرائيل والصهاينة، أنهم قوم لا يؤمنون إلا بالقوة، أمة ضد السلم والسلام عبر تاريخها الطويل، ولا أدل على ذلك من خياناتهم وغدرهم في فترة خاتم رسل الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.. تلك حالهم وهم يومئذٍ ليسوا قوة، وليس لهم تحالفات وأنصار كحالهم اليوم، تقف بجانبهم أقوى وأعتى قوة على وجه الأرض، ترى أن إسرائيل معتدى عليها، وأن من حقها أن تدافع عن نفسها حتى في اعتداءاتها في كل زمان ومكان.. * إن هذه الحال لا تبشِّر بسلام ولا بصلح ولا حياة مستقرة، نحن أمام أمة لا تؤمن إلا بالقوة، هذه لغتها ومنطقها وأسلوبها وحياتها، غدر وخيانة، لا مواثيق ولا التزام، ولا صدق وعود ولا احترام لمفاوضات ومواعيد.. لا شيء البتة.. وائذن لي يا أخي عبد الله، أن أردد على أسماعك قول الشاعر المعاصر: إن قوماً لا يؤمنون بحق أرهم قوة بها يؤمنونا * حالنا مع إسرائيل سيمتد بها الزمن، ما دامت أمريكا قائمة، وهي على رأيها، أن العرب هم الظالمون والمعتدون، وأن إسرائيل مسكينة مغلوبة على أمرها، تحوط بها الأخطار من كل مكان، رغم أنها تملك ترسانة نووية ضاربة وخطيرة، وغلو الولايات المتحدة يحرِّم على كوريا الشمالية، وعلى إيران أن يكون عندها مفاعل ذرية.. هذه هي موازين العدالة عند الأمريكيين، وما عداها فباطل ولا حق له في الحياة، ويكفي أن تبقى إسرائيل في الشرق الأوسط، تعبث وتفتري وتفسد في الأرض، فتقتل الفلسطينيين، ليجلوا عن ديارهم، أو يعيشوا أذلاء تحت سيطرة الدولة الإسرائيلية الباغية. * لن نستطيع مقارعة إسرائيل وإذلالها وحملها على الجنوح إلى السلم، إلا إذا انهار الداعم لها والمسيطر معها، والحامي لها، وأن كل من حول إسرائيل معتدٍ وظالم ومجرم، وهي وحدها الحمل الوديع، الذي يغازله الذئب أو الذئاب لالتهامه، والحال الأخرى وعد الله في سورة الإسراء الآيات 4، 5، 6، في قول الحق: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}{فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}إلى قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}، وعدا ذلك، لا أمل في سلام، ولا في صلح، ولا في استقرار مع هؤلاء الطاغين المعتدين.. وإلى الله ترجع الأمور.
|
|
|
| |
|