| |
خلال مهرجان الحضارة والإبداع بدبي ياسمين الشام ينتشر في فضاءات التشكيل والموسيقى
|
|
* أحمد سليمان: احتضنت دبي فعاليات مهرجان (الشام حضارة وإبداع) التي نظمتها مؤسسة سلطان بن علي العويس بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية، حيث كانت بداية الفعاليات معرض الفن التشكيلي الذي شارك فيه 55 فناناً وفنانة من الفنانين السوريين، وذلك بحضور الدكتور خليفة بخيت رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان العويس، والسفير السوري في الإمارات الدكتور رياض نعسان آغا ومحمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي وحشد كبير من الفنانين والشعراء والأدباء والكتاب والمهتمين. وجاءت الأعمال المعروضة متنوعة، وتنتمي إلى مختلف المدارس الفنية، من تعبيرية وتكعيبية ورمزية وواقعية وتجريدية، وهناك لوحات صورت الحياة الريفية الشعبية، وأبرزت المواضيع الوطنية وجمال دمشق، وأخرى في فن التصوير والنحت عالجت قضايا الإنسان المعاصر وأبرزت قيمته الإنسانية عبر التركيز على الفلكلور والتراث الشعبي الذي ينهل من الواقع صورة صادقة عن الحياة، والبعض استخدم الوجوه الإنسانية وصورها من أجل التعبير عن مأساة الإنسان وغربته. وفي لوحاته التجريدية استمد الفنان محمود حسو قيمه اللونية من فضاءات البيئة السورية، أما طلال معلا فقد عالج الوجوه الإنسانية، وعكس مأساوية الوحدة، وبالنسبة للفنان أحمد معلا فقد تميز أسلوبه بالتعبير وابتكار منظور تصويري خاص عكسته المجموعات البشرية في جدارياته، أما الفنان المتميز نذير نبعة فإنه تميز بمفردته الواقعية، واهتم بالأساطير القديمة والحياة الشعبية، كما اهتم بقضايا الانسان المعاصر، بأسلوب يجمع الواقعية والرمزية. المهرجان تضمن عرضاً مبهراً لفرقة (إنانا) بقيادة جهاد مفلح، شارك في هذا العرض 80 راقصاً وراقصة في تقديم 26 لوحة من اللوحات المستمدة من عمق تاريخ بلاد الشام، حيث بصمات الحضارات التي مرت على هذه المنطقة، إلى يومنا هذا، بصورة تعبيرية مؤثرة، ومنها لوحة حاملات الفوانيس، والدراويش، والشاردة، وأهل الأرياف، وسوق الحريم، ومسرح أبي خليل القباني، وغيرها. وأشار جهاد مفلح مدير ومخرج الفرقة إلى أن التجربة في هذا النوع الصعب من الفنون ليست نزوة عشق عابرة، بل هي حلم مزمن في البال والوجدان قوامه الرغبة الصادقة في خلق فن عمره في (إنانا) خمسة عشر عاماً من البحث والتدريب الشاق وانتظار الحلم.. إنها محاولة في تقديم مسرح شامل يعتمد على لغة الجسد وحركاته وإيحاءات مشروع طموح في استنهاض الطاقات الإبداعية للشباب السوري والعربي بصورة عامة وتوظيفها على شكل ومضمون يعبر عن أصالة هذا الشعب وحسه المرهف وحبه للجمال. ثم تواصلت الفعاليات التي جاءت ثرية بالعديد من المحاضرات الفكرية والثقافية القيمة، في الفكر والفن والموسيقى والمسرح والسينما والفن التشكيلي والأدب، والتي شارك فيها كبار الأدباء والمفكرين على مستوى سورية والوطن العربي، وأحيت فرقة شيوخ سلاطين الطرب حفلة موسيقية غنائية، وهذه الفرقة حديثة العهد، وتتكون من ستة عشر عنصراً، 5 مطربين و10 عازفين، وقد تركت أثراً طيباً، ولقيت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، حيث قدمت فرقة سلاطين الطرب (القدود) و(الموشحات) والأدوار التي سبق أن غناها عدد من شيوخ سلاطين الطرب في حلب أمثال عمر البطش، وأيوب بكر الكردي، وأديب الدايخ، وصبري مدلل وغيرهم، ثم أقيمت أمسية شعرية لثلاثة من كبار الشعراء السوريين هم: نزيه أبو عفش، وشوقي بغدادي، ونذير العظمة، واختتم المهرجان بأمسية موسيقية كبيرة للفرقة الموسيقية الوطنية التي قدمت مجموعة من المقطوعات لعدد من كبار الموسيقيين العرب والعالميين.
|
|
|
| |
|