| |
إرهاب (ليبرالي) يا سادة..(شيء ما شفتوه)..؟!! حمّاد بن حامد السالمي
|
|
* هل منكم من لم ير حلقة (إرهاب أكاديمي)، التي عرضتها تلفزة (MBC1)، في ليلة رمضانية فارطة، ضمن حلقات المسلسل الرمضاني الكوميدي الشهير (طاش ما طاش)..؟! * من المؤكد، أن كثيراً.. كثيراً منا، شاهد تلك الحلقة المثيرة للجدل، حتى أولئك المعارضين والمنتقدين لهذه المعالجات النقدية الفنية الضاحكة المضحكة، جلسوا يشاهدونها بكل أحاسيسهم، وهم يضحكون قليلاً، ويديرون في أذهانهم كثيراً، وقائعها وحوادثها، التي لا يجهلونها أبداً، حتى وإن كرهوا الاعتراف بها..!! * حسناً.. ما رأيكم في حلقة - وجه آخر - من (إرهاب أكاديمي)، لم تعرضها تلفزة (MBC1) ضمن حلقات المسلسل، وقد أخفتها هي، أو أخفاها ثلاثي طاش: (القصبي والسدحان والغانم)، لأمر لا يعلمه كثير من الناس، وظل سره ومعناه، في بطون (الثلاثي الطاشي)، وفي ثلاجة (MBC1) فقط..!! * ما رأيكم.. لو كشفت لكم، بعضاً من مشاهد هذه الحلقة المخفية، بعد أن اطلعت عليها، من مصدر (غير موثوق)..! فحزنت على حجبها، خاصة أنها لو عرضت، لراقت للكثيرين، ولشفت نفوس الكثيرين..؟ * تبدأ الحلقة هكذا.. فؤاد الشقي، ابن العم (أسعد عمر قللي)، شاب مراهق، فشل في دراسته بالعموم، لكنه دخل في مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، فحفظ ما تيسر له منه، فقد ظهر بعد ذلك، بثوب قصير، وبلحية في بدايتها، وبدون عقال كما كان قبل ذلك، لكنه ما لبث أن انجرف في لحظة ضعف منه، فدخل في شلة من العاطلين، الذين يسهرون ليلهم وينامون نهارهم، وقد اتخذوا لهم مركازاً في استراحة، يأكلون ويشربون ويلعبون، ويلوكون ساعات ليلهم في لهو غير بريء وغير مبرر، حتى أفلسوا جميعاً، فما وجد أحد منهم، من يستجيب لطلباته المتكررة، فيعطيه لا درهماً ولا ديناراً، حتى العم (أسعد عمر قللي)، تبرأ من ابنه فؤاد، وسأل الله فيه العوض، بعد أن كان يفاخر به بين لداته. * ومع مرور الوقت، تتسع حلقة شلة الأنس في مستراحها الليلي، وتصبح الشلة محل اهتمام الصحافة، فهناك صحافي كسول، من عشاق التنظير، يعثر فجأة على شلة الأنس هذه، فيصورهم ويكتب عنهم تقريراً، لكن بدل انتقادهم في طريقة تمضية أوقاتهم فيما لا يفيد، وخوضهم في جدليات تمس غيرهم من الناس، راح يمتدحهم، فيقول: إن فيهم مفكرين ومثقفين وعلماء، وفيهم فنانين ومبدعين، و.. و.. وهكذا حتى رفعهم درجات.. درجات. * انضم إليهم هذا الصحافي نفسه، وأصبح يرتاد وكرهم المتخم بروائح الدخان والشيش، وانضم معه من عدّ نفسه من الشعراء المبدعين، وأهل الأدب المبرزين، ثم تحول الوكر إلى خلطة عجيبة، تدور فيها نكات بايخة، وقصص مختلقة، وأحاديث بين السياسي والأدبي والفكري والفني، ثم تعلو الضحكات حد الإغماء والبكاء، من شدة الوجد حيناً، ومن سطوة العوز والفقر والزري، الذي لم يوفر أحداً من أعضاء الشلة. * ذات ليلة.. سرد أحدهم - وكان ثملاً على ما يبدو - قصة قرأها عن (بطولة) في زعمه، قام بها شبان من المحرومين في أزمنة غابرة، فقد كانوا إذا جاعوا، لا يقعدون يلطمون مثل عجائز في مأتم..! هكذا قال.. بل يستلون أسلحتهم، ويمتطون ركائبهم، ويغيرون على جيرانهم الآمنين، يقتلون وينهبون ويسرقون، حتى أصبحوا قوة مؤثرة يخشاها الكل، ويدفع لها الكل لاتقاء شرها.. قهقه زميل له مقاطعاً: قصة من الأفلام العربية يا شاطر..! قهقه آخر وقال: بل هو غزو قبلي.. ها.. ها.. ؟! قال آخر وقد راقت له الفكرة: لا تذهب بعيداً، لماذا لا ندعي الجهاد الذي يلعب عليه (ابن لادن) وشلته في وقتنا الحاضر، ونلعب نفس الدور، فهم رجال ونحن رجال، و(ما فيش حد أحسن من حد)...؟! * ووسط ضحكات وقهقهات تعسة، انبرى أحدهم، وكان لصاً محترفاً قبل مجيئه إلى الوكر، مع معرفته بالشعر الشعبي الذي يغنيه، فيطرب له زملاؤه، وقد وجدها فرصة سانحة وقال: والله فرصة يا شباب.. جهاد.. جهاد.. ماذا نسميه.. ؟ * قال آخر وهو يضحك: (جهاد ليبرالي)..! ها.. ها.. المهم الأنصار والمال. عندها.. استوى الكل في دائرة متحلقين، وقد جد جدهم وراح بعضهم يردد: والله فكرة.. نسميه (جهاد ليبرالي)، وننهب البنك المجاور..! * في الليلة التالية، رسم زعيمهم اللص الخطة، فأخذ الكل يتدرب على استخدام السلاح، وعلى اقتحام البنك، وبعد أيام قليلة، أصبح كل شيء جاهزاً، فراح الزعيم اللص، يسند إلى كل عنصر مهمة خاصة به، ويطلق اسماً حركياً على كل فرد، فسمى نفسه (أبو الليث)، وسمى صاحب الاستراحة الذي وفر كل التسهيلات للفصيل (الجهادي الليبرالي)، (أبو القعقاع)، وأسبغ على بقية العناصر، أسماء حركية جهادية، فهذا (أبو البراء) وهذا (أبو حفص) وآخر (أبو صعصعة)، وبقي فراش الاستراحة وخادمها، وهو رجل هندي سماه القائد: (أبو طلحة)، وكلفه بمهمة حمل الذخيرة، مع حزام ناسف يستخدمه وقت اللزوم. وكانت هناك أسلحة مع كل عنصر، من رشاشات وقنابل يدوية محلية الصنع، وخرج الكل ليلاً، وهم يتقلدون الرشاشات، ويعتمرون الأشمغة متلثمين، وأحاطوا بفرع بنك مجاور، وسرعان ما اشتبكوا مع حارس كان هناك، فقتلوه، وحطموا بوابة أو اثنتين، ودخلوا من ثم إلى بعض غرف البنك، ولكن أجهزة الإنذار ارتفع صوتها وضج المكان، وصعب عليهم التصرف، أو حتى الخروج، فاجتمعوا في مخبأ تحت سلم الدرج، بعد أن أحاط بهم رجال الأمن من كل جهة، وارتفعت صيحاتهم وهم يتلاومون ويكادون يشتبكون فيما بينهم، إلا أن (أبا طلحة) المسكين، أعياه ما رآه، فهو لم يفهم شيئاً مما يدور، وفقد عقله على ما يبدو، ولم يحتمل الموقف العصيب هذا، فأنشب يديه في حلق القائد (أبو الليث)، الذي لم يحتمل هو الآخر هذا الخنق الذي وصل به إلى الموت، فضغط على زناد رشاشه الموجه إلى صدر وبطن (أبو طلحة)، فانطلقت منه رصاصات متتالية، أصابت وسطه والحزام الناسف، فانفجر الحزام، وفجر المكان بمن فيه..! * في اليوم التالي حملت الصحف عناوين مثل: مجموعة من العاطلين تركب موجة الجهاد وترتكب أعمالاً إرهابية.. شبان من ذوي التوجهات الليبرالية، يحترفون الإرهاب ويدعون الجهاد ويفجرون أنفسهم في مخبأ بنك..! * السؤال الآن.. بعد الذي مرّ أعلاه: * ترى لو عرض (طاش.. ما طاش) هذه الحلقة المخفية افتراضاً، هل سوف يعترض عليها المعترضون، فيسمونها حرباً على الدين والثوابت.. ؟ أم سوف يصفقون لها، ويمجدون طاش والطاشيين، لأنهم كشفوا الليبراليين والعلمانيين، واثبتوا أن الإرهاب المتلبس بالجهاد، إنما هو فيهم ومنهم وإليهم..! * سؤال آخر بريء يا سادة: * هل كان بوسع الثلاثي الطاشي: (القصبي والسدحان والغانم)، تزوير الأمر الذي يعرفه القاصي والداني في قضية الإرهاب، التي عالجها المسلسل، وتقديم شخوص بمظاهر مغايرة لما ظهر به المكفرون والمفجرون في العليا، وفي بقيق وجدة والمدينة، وفي مدن القصيم وغيرها. * دلونا ودلوهم، حتى نجد مبرراً ما، لاعتراضات البعض وتبرمه وتذمره، كلما لاح في الأفق، تناول جريء صادق لمسألة الإرهاب في المملكة، سواء كان ذلك، في مسلسل (طاش ما طاش)، أو فيما يكتبه كتاب الرأي في صحافتنا السعودية.
assahm@maktoob.com |
|
|
| |
|