| |
حينما بكى طفل زميلي د. علي بن شايع النفيسة مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية
|
|
في خضم المدينة الصاخبة والعلاقات النفعية المتبادلة تبرز الأحاسيس المرهفة والمشاعر الصادقة بالحب والمودة النابعة عن صدق التعامل وبراءة الملاطفة بين طفل زميلي الشيخ سعد بن فهد الحيد البالغ من العمر ست سنوات وبين أستاذه الفاضل (إبراهيم الجنيدل) -رحمه الله- الذي وافاه الأجل إثر حادث أليم من حوادث السيارات المؤلمة الفاجعة, فجاء اتصال الطفل (فيصل) بوالده الشيخ سعد تخالط كلماته العبرات ونشيج البكاء، طالباً من والده الاستئذان من العمل وسرعة التوجه للبيت بشكل مُلح أفزع الشيخ (الوالد) وأيقن أن هناك أمراً جللاً حل بأهل بيته، وإذا الخبر كما تصوّر من حجم المصيبة، لكنها مصيبة لها خصوصيتها عند طفله (فيصل)، حيث كان الطلب هو للذهاب للصلاة على الأستاذ الذي ملك قلب الطفل وقبله ملك قلوب أخويه خالد وعبدالله اللذين سبق أن درسهما حتى أن من علم بحقيقة العلاقة بين الأستاذ الإنسان الفاضل المحبوب وبين تلاميذه كان جديراً به أن يعزي التلاميذ كما يعزي أبناء وذوي الفقيد الغالي. هكذا تكون النماذج المخلصة الموفقة من المدرسين الذين ينقشون لهم في ذاكرة تلاميذهم لوحات الحب والمودة الصادقة. الأستاذ ابراهيم الجنيدل لن يموت في ذاكرة تلاميذه، كما هو الحال للكثير من الأستاذة الفضلاء الذين أذكر ويذكر معي الإخوة القراء حسن صنيعهم ودماثة أخلاقهم وعظيم إنسانيتهم مما أوجد لهم في قلوبنا حباً صادقاً ومودة خالدة وتلهج ألسنتنا لهم بدعاء خالص بالصحة والعافية لمن منهم حي وبالرحمة والمغفرة لمن مات منهم. فرحم الله الأستاذ ابراهيم الجنيدل رحمة واسعة وجمعه بمحبيه في الفردوس الأعلى إنه سميع مجيب.
|
|
|
| |
|