| |
أَلا يحق للصم أن يتعلموا؟! فوزية ناصر النعيم - عنيزة
|
|
تجربة لولاة الأمر الذين لا يترددون في اتخاذ قرار فيه مصلحة المواطن.. ولقد صدر مسبقاً موافقة سامية بتاريخ 4-5-1422هـ تقضي بتمكين المعاقين سمعياً من مواصلة التعليم العالي بالجامعات والكليات مساواةً بالسامعين ثم في عام 1425هـ وافق معالي الدكتور خضر القرشي على الطلبات الكثيرة الواردة من خريجات معاهد الأمل للصم والبكم.. وكان خلف هذا الحراك والمطالبات نصيرة المعاقين ومن تحمل على عاتقيها مسؤوليتهم الدكتورة فوزية محمد أخضر.. ولا شك أن الاستفادة من طاقة المعاق وإمكانياته ودعمها من خلال مواصلة تعليمه خطوة جبارة في تاريخ المملكة خاصة أن مملكتنا الغالية تعتبر من أوائل الدول التي منحت المعاقين جل الاهتمام والرعاية.. وجميعنا ندرك أن فئة الصم بالذات من الفئات المهدرة حقها ولم تحظَ باهتمام مثل بقية المعاقين لأنها لا تستطيع إيصال رسالتها مثل الآخرين.. ناهيك عن الفروقات الواضحة في توزيع الاهتمام وإهمال مسألة القياس التي تحتم على المسؤولين صرف بدل مترجم للصم مساواة بالبدل الذي يتسلمه الكفيف بدلاً للقارئ.. ثم إغلاق باب القبول في كلية التربية للاقتصاد المنزلي لطالبات الصم خلال هذا العام 1427هـ تزامن ذلك مع تقاعد الدكتورة فوزية أخضر التي تعتبر لسان الصم ونصيرة المعاقين.. أُغْلِقَتْ مع هذا الباب آمالٌ كثيرة وكبتت مواهب قادرة على الإبداع ولكنها للأسف لم تُعطَى فرصة للتعبير عن نفسها ولم يُحقق لها جزء من حقها في أمر سامٍ من ولاة الأمر وهو الذي جاء ليكون نافذة مطلة على مستقبل مشرق وحياة أكثر عطاء.. وتكاثرت معها شكوى الأمهات اللواتي يرين أزهارهن تذبل بسبب عدم استيعاب المسؤولين لقدرات المعاق علماً بأننا نرى نماذجاً قادرة على الإبداع وعلى العطاء بشرط أن يستثمر ما لديها من موهبة وتمنح حقها في التعليم. إنني بلسان الذين حرموا من القدرة على المطالبة بحقوقهم ألتمس من المسؤولين وفقة تأمل وإعادة صياغة في القرارات غير الصائبة وكثير من الأمور التراجع فيها يعتبر قوة الضعف وأكثر من فضيلة فلو تعايشنا مع شعور كل أم أو أب لمعاق يرون ابنهم أو ابنتهم يعيش أي منهما في الحياة بلا هدف ولا نملك حتى حق التعلم فصدقوني سيكون القرار حينها أكثر إصابة وأكثر إشراقة.. آمل من المسؤولين النظر في هذا الأمر وعدم وأد أحلام المعاقين في مهدها.
|
|
|
| |
|