الأمير سعد بن خالد بن عبدالرحمن رحل عن دنيانا الفانية بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء لكل الناس، فذلك الأمير الحبيب كان بيته في كل وقت من ليل أو نهار مثابة للناس وأمناً، وذلك لأنه كان حبيباً ومجيباً ومساعداً لكل الناس وكان يبذل من وقته وجهده وماله لكل سائل ولكل طارق لبابه.
وقد تمتع بحب الناس جميعاً مصداقاً للحديث القدسي الشريف الذي يروى عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (إذ أحب الله عبداً نادى في السماء يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء، يا أهل السماء إن الله أحب فلاناً فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول بين أهل الأرض).
وهكذا كان أميرنا سعد بن خالد بن عبدالرحمن حبيباً لكل الناس لأنه بصفاته الحميدة وأخلاقه الرفيعة كان له القبول بين الناس جميعاً.
وتلك صفات الرجال الذين يعتزون بإنسانيتهم ونخوتهم ولا يعتمدون على حسب ولا نسب، بل حبهم ونسبهم مساعدتهم للناس وحب الناس لهم دون اعتماد على مركز إداري أو جاه منصبي، وإنما رائدهم في ذلك قول الشاعر العربي الحكيم:
إن المناصب لا تدوم طويلاً |
رحم الله الأمير سعد وعوضنا عن فقده خير العوض وأطال الله في عمر أعمامه وأبنائه وإخوته الأمراء الأعزاء علينا جميعاً فهم- إن شاء الله- فيهم خير خلف لخير سلف.
وهذه الأسرة الضاربة جذورها في أعماق الخير إن راح منها فرع إلى رحمة الله فبقية الفروع في الدوحة المباركة ستظل باسقة بإذن الله تزرع الخير وتحب الخير وتوزع الخير على كل الناس.
وجدير بنا أن نصبر ونتأسى وأن نعلم أن قضاء الله نافذ.. وما أجمل قول الشاعر العربي الحكيم:
ما قد جرى يا نفس فاصطبري له |
ولك الأمان من الذي لم يقدر |
حتماً عليك صبرت أم لم تصبر |
فالصبر على فقد عزيزنا الغالي مطلوب ومرغوب.. وجدير بنا أن نتأسى بالحديث القدسي: (قدرت التقدير ودبرت التدبير، وأحكمت الصنع فمن رضي فله الرضا مني حتى يلقاني ومن سخط فله السخط مني حتى يلقاني).
ونحن يا رب راضون بقضائك وقدرك صابرون محتسبون على فقد أميرنا المحبوب ونطلب له الرحمة والمغفرة جزاء ما قدم وما بذل، ونسأل الله أن يجمعنا به إن شاء الله في جنات النعيم، وأن يلهم هذه الأسرة الكريمة الصبر والسلوان، وأن يديم على بلادنا عزها ومجدها وتقدمها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعضده وساعده القوي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وبقية الأسرة الشامخة أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي أنشأ دولة وأقام صرحاً شامخاً يقدم الخير والعطاء للناس جميعاً بصرف النظر عن جنسياتهم وألوانهم وأديانهم، وإنما يبذلون الخير لوجه الخير مصداقاً للحديث القدسي (خلقت الخير والشر فطوبى لمن خلقته للخير وأجريت الخير على يديه وويل لمن خلقته للشر وأجريت الشر على يديه). ونحن في هذه البلاد الكريمة نرى أنهار الخير تتدفق من أيادي هذه الأسرة المباركة.. بارك الله فيها ورحم فقيدنا الغالي وعوضنا عن فقده خيراً والحمد لله على كل حال.. وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا على فراق أميرنا الغالي لمحزونون نطلب له الرحمة والمغفرة وأن يزحزحه الله عن النار ويدخله الجنة إن شاء الله.
|