-1-
** موقعان يشداني كثيراً.. يعيداني إلى أيام جميلة بهية!.
الأول منهما (شارع الوزير) في الرياض الذي كان أول قدومنا للرياض يشكل (شانزليزيه) الرياض، وقد قلت عنه ذات كتابة:
بارحة أمس
(مررت بالشارع الغافي لأوقظه)
كان هذا لسان حالي وأنا أمر بذلك الشارع الضخم (الذي كان عالماً ضاجاً بالحركة) والناس والمعارض الباذخة الرفاهية والعرض لكأنه - فعلاً - مثل (الشانزليزيه) في باريس أو أروع.
هذا هو شارع (الوزير) بالرياض..!
الله...!
كيف تشقى البقاع وتسعد؟
لكن بارحة أمس
كأنه لم يسمر - فيه - سامر.. كانت الحركة فيه هادئة لم يكن هناك راجلون ولا ركبان إلا بعدد أصابع اليدين أو تزيد قليلاً.
معارض العطور والجماليات والأزياء التي كانت سمة هذا الشارع حل محلها: محلات (أبو عشرة) وأماكن إصلاح (الجزم) والبقالات الصغيرة والمحلات المهجورة..!
أذكر أول ما جئت إلى (الرياض) من عنيزة لأدرس في كلية اللغة العربية كان (شارع الوزير) هو حلمنا للسير فيه، والتفرج على معروضاته، ودخول مطاعمه.
***
** أما (المشتل بالخرج) فهذا له شأن آخر.. أذكر أن الخروج إليه والجلوس تحت أشجاره والسباحة في بركته يعادل زيارة جنيف والجلوس إلى بحيرتها!!
أذكر عندما كنا طلاباً بالجامعة أننا كنا نستعد قبل أيام للذهاب و(الكشته) نهاية الأسبوع إلى (مشتل الخرج) الذي كان وقتها يضجّ بالناس كباراً وصغاراً!
كان يتم في (المشتل) كل أنواع الترفيه: سباحة، ولعب كورة ومختلف الألعاب.. وفي الليل مسامرات وسامري، ولعب ورق.. إلخ!.
وكم كان يشجينا ذلك الفنان الذي كان يغني:
(أنا تلِّ قلبي تلْ
هوى البال بالمشتل)!
كانت القلوب خضراء، والجوانح خالية فكان التفاعل الصادق مع مثل هذه (التلاّت العاشقة)!!
ومن ذا لم (يتلّ قلبه) هوى نقي سواء بالمشتل أو غير المشتل!
-2- يا أعز النساء
والرشود وغياب الأم..!
** يشدني أي مقال أو قصيدة أو حديث عن (الأمهات) مناهل الخير والحنان والسعادة في هذه الحياة!
لقد قرأت قبل عدة أيام مقالاً مؤثراً لأخي الكاتب د. عبدالمحسن الرشود وعنوانه: (يا أعز الناس)، وكان حديثاً حميماً عن أمه وفقده لها وأثر غيابها عنه منذ أكثر من عشرين عاماً، ولقد عانيت ما عاناه أخي عبدالمحسن عندما غابت أمي عن مشهد حياتي وأنا طفل صغير لا أعرف الدنيا تدور بأهلها أو لا تدور.. رحم الله والدتي ووالدته، وقد كتبت قبل فترة مقالاً في مرافي (بالمجلة العربية) تحت عنوان (وبراً بوالدتي)، ولا أزال أذكر الأصداء والتفاعل الذي وجدته تجاه هذا المقال.
إنني - مع أخي الكاتب الكريم - أدعو كل ابن أو بنت ممن أمهاتهم وآباؤهم على ظهر الأرض أن يبروا والديهم ويحسنوا إليهم، ومهما عملوا لهم فهم لن يردوا سوى شيء يسير من جميلهم.
وأما الآباء والأمهات الذين هم تحت الثرى، فالبر بهم أوجب، ومجالات البر والإحسان إليهم كثيرة ومتعددة من الدعاء لهم والصدقة عنهم، وذكرهم والوفاء لهم.
-3- القناة الأولى
والتوقيت غير الموفق لبعض برامجها
** كثرة القنوات الفضائية التي أصبحت أكثر من حالات شجب أمة العرب للاعتداءات الصهيونية..!
هذه الكثرة تجعل الإنسان غير قادر على متابعة 50% مما يعرض فيها وبخاصة أننا نرى افتتاح (قناة فضائية) كل أسبوع إن لم يكن كل يوم.. فقد استسهل القوم ذلك وبخاصة (جماعتنا)!
ما علينا!
فنحن رغم كثرة القنوات فإنه بودك أحياناً أن تشاهد برنامجاً معيناً وبخاصة إذا كان حواراً مع شخصية ثقافية أو اجتماعية أو سياسية فقد يهمك أن تشاهد لقاءه، ولكن سوء وقت العرض يجعلك غير قادر على ذلك.
لا أزال أذكر حرصي على مشاهدة برنامج ثقافي تعرضه القناة الأولى السعودية.. فيه رصد لمسيرة عدد من الأدباء المثقفين السعوديين، ولكن لم توفق القناة في اختيار الوقت المناسب لعرضه ومشاهدته.. وهو برنامج (أيام من حياتهم) الذي يرصد ويحاور ويصور سيرة أحد الذين خدموا الثقافة والأدب في بلادنا إذ هو يعرض في وقت متأخر من الليل (بعد الساعة الثانية)، فمن سوف يشاهد مثل هذا البرنامج المتعوب عليه إعداداً وإخراجاً وإنتاجاً يا قناتنا الأولى..!
-4- آخر الجداول
** للشاعر السفير: عبدالعزيز خوجه: