مخففاً من نعرته الحزبية بعد فقد الجمهوريين سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ
بوش يمد يد المصالحة إلى الديموقراطيين ويرحب بالحوار حول العراق

* واشنطن - وكالات:
غداة انتصار الديموقراطيين في الانتخابات البرلمانية وفي مؤشر على ما يبدو إلى خطوات تصالحية مع الديموقراطيين خصوصاً في الشأن العراقي أكد الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الخميس انه (منفتح على أية أفكار أو مقترحات) يمكن ان تساعد على (هزيمة الإرهابيين) في العراق.
وقال بوش في بيان اعقب اجتماع اعضاء ادارته (مهما كان الحزب الذي ننتمي اليه، فإن علينا جميعاً مسؤولية ضمان حصول هذه القوات على الموارد والدعم الذي تحتاجه لكي تنتصر). وأضاف (انا منفتح على اية فكرة أو اقتراح يمكن ان يساعدنا على تحقيق اهدافنا بهزيمة الإرهابيين وضمان نجاح حكومة العراق الديموقراطية).
وجاءت تصريحات بوش قبل قليل من اجتماعه مع القادة الديموقراطيين الذين سيتولون السلطة في مجلس النواب الجديد، وعقب اقراره أمس الأربعاء بأن الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء كانت ردة فعل من الناخبين الغاضبين على (بطء التقدم) في العراق.
ويواجه الرئيس الامريكي جورج بوش مهمة صعبة للتخلي عن نعرته الحزبية ومد يده للديمقراطيين الذين اكتسحوا الانتخابات وهيمنوا على مجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس مستفيدين من غضب الناخبين من السياسة الامريكية في العراق. وتجيء محادثات بوش مع الزعماء الديمقراطيين لاصلاح البين بعد ان قالت التقارير الاعلامية ان الديموقراطيين فازوا بعدد كاف من المقاعد يمكنهم من انتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ الامريكي من الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس لتصبح لهم السيطرة على مجلسي الكونجرس للمرة الاولى في 12 عاما.
وقال بوش (ان الشعب الاميركي يتوقع منا ان نتغلب على خلافاتنا الحزبية، وستقوم ادارتنا بما عليها). وأضاف (ان احدى اهم التحديات التي تواجه بلادنا هي الحرب على الإرهاب والعراق هو جبهة رئيسية في هذه الحرب. وهناك أكثر من 149 ألف رجل وامرأة من جيشنا يخدمون بشجاعة في ذلك البلد).
ودعا بوش كذلك في بيانه الكونغرس الذي سيعقد الأسبوع المقبل آخر جلسة في ظل الهيمنة الجمهورية الى التحرك بسرعة لاقرار العديد من مشاريع القوانين المهمة، ومن بينها مشروع قرار لمكافحة الإرهاب وآخر بخصوص الطاقة ومشروع قرار حول صفقة للتعاون النووي المدني مع الهند والمصادرة على الاتفاق بين اميركا وفيتنام حول انضمام العدو السابق للولايات المتحدة الى منظمة التجارة العالمية.
وكان فوز الديموقراطيين قد اكتمل الأربعاء بعد فوزهم بأغلبية مقاعد على مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الاميركي وقالت شبكتا التلفزيون (سي بي اس (و) ان بي سي) الأمريكيتان ان الديموقراطي جيم ويب فاز بمقعد مجلس الشيوخ الذي شكل محور منافسة حادة جداً وكان يشغله الجمهوري جورج ألين في فيرجينيا (شرق).
وبذلك أصبح الديموقراطيون يشغلون 51 من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها مئة مقعد. وكان الجمهوريون الذين يسيطرون على البيت الابيض منذ 2001 يشكلون الاكثرية في مجلس النواب منذ 1994 ويسيطرون ايضا على مجلس الشيوخ منذ 12 عاما باستثناء فترة قصيرة بين 2001 و2003م.
وبذلك أصبح الديموقراطيون يشغلون 229 على الأقل من مقاعد مجلس النواب و51 في مجلس الشيوخ و28 من مقاعد حاكم الولايات الخمسين كما فاز الديموقراطيون بالاكثرية في معظم المجالس المحلية. وكان على الديموقراطيين انتزاع ستة مقاعد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ وتجنب خسارة أي مقعد يشغلونه اصلا ليصبحوا اغلبية فيه.
وكان قلة من المحللين يرون ان هذا الاحتمال ممكن عشية الانتخابات. والى جانب فيرجينيا تمكن الديموقراطيون من الفوز بمقعد كان يشغله الجمهوريون في كل من ولايات مونتانا وميسوري واوهايو وبنسلفانيا ورود ايلاند. وفي مونتانا وفيرجينيا فاز الديموقراطيون بفارق ضئيل لا يتجاوز بضعة آلاف من الاصوات. وما زال الممثلان الجمهوريان السابقان لهاتين الولايتين في مجلس الشيوخ يرفضان الاعتراف بهزيمتيهما وان كان الخبراء يؤكدون ان فوز الديموقراطيين حتى بهذا الفارق الضئيل لا يمكن الطعن فيه.
وقال هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ بعد الاعلان عن فوز حزبه في المجلسين ان (الامريكيين قالوا بوضوح وبدون تردد ان الديموقراطيين سيقودون البلاد في طريق افضل). وأضاف (سواء في العراق أو في الولايات المتحدة تعب الاميركيون من الاخفاقات التي سجلت) منذ بداية الولاية الرئاسية للرئيس جورج بوش.