| |
مشروع قرار لإدانة إسرائيل وتنشيط جهود السلام هواجس الهجمات الانتقامية تسيطر على حكومة أولمرت بعد مذبحتها الشنيعة
|
|
* تل أبيب - نيويورك بلال أبودقة - الوكالات: عززت إسرائيل إجراءات الأمن بعد أن أبلغت أجهزة الاستخبارات بوجود 80 تحذيراً بشن هجمات ضدها بعد المذبحة الشنيعة التي ارتكبتها الأربعاء في بيت حانون وأدت إلى استشهاد 19 فلسطينياً بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. وكانت إسرائيل قتلت في ذات اليوم بالضفة الغربية خمسة فلسطينيين.. وعززت حكومة رئيس الوزراء إجراءات الأمن في مداخل المدن فضلاً عن الأماكن المزدحمة. وللمرة الأولى في غضون عام ونصف العام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس يوم الأربعاء إنها ستستأنف هجماتها ضد إسرائيل. وفي غضون ساعات يوم الأربعاء قتلت القوات الإسرائيلية 27 فلسطينياً في قطاع غزة والضفة الغربية من بينهم سبعة أطفال وخمس نساء في القصف على بلدة بيت حانون بشمال قطاع غزة، وهو الهجوم الذي أسفر عن حملة إدانة دولية ضد إسرائيل. هذا ومن المقرر أن يكون مجلس الأمن قد بدأ لاحقاً من مساء أمس مناقشات حول هذه المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل، وتم الإعلان عن هذه المناقشات بينما كانت قطر، الدولة العربية الوحيدة في المجلس، توزع مشروع قرار يدين المجزرة. ويدعو مشروع القرار إلى (وقف فوري لإطلاق النار) بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإرسال قوة مراقبة من الأمم المتحدة للإشراف على التقيد بالهدنة وتشكيل لجنة تحقيق حول مجزرة بيت حانون. ويدعو أيضاً المجموعة الدولية ومنها اللجنة الرباعية للشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) إلى اتخاذ تدابير فورية لتنشيط عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن (قلقه العميق) للخسائر بالأرواح البشرية الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وفي لقاء مع الصحافة، قال عنان إنه تحدث هاتفياً في الأيام الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت وطلب منه (أقصى درجات ضبط النفس) في غزة، ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طلب منه السعي إلى وقف إطلاق صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل. وأجرى مجلس الأمن يوم الأربعاء مشاورات حول أعمال العنف هذه، بعيد الانتقادات التي وجهها إليه المراقب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور. وقال منصور: على مجلس الأمن التحرك فوراً للعمل على وقف هذا العدوان والجرائم ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف: كلما تأخرت المجموعة الدولية عن الرد بطريقة ملائمة على هذا الانتهاك للقانون الدولي، تتابع إسرائيل عدوانها. وأشار إلى أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة دول عدم الانحياز طلبت مطلع الأسبوع عقد اجتماع فوري لمجلس الأمن. إلى ذلك حث الرئيس الأمريكي جورج بوش على ضبط النفس بعد المذبحة، ودعا إلى استكمال سريع لتحقيق تجريه إسرائيل في الهجوم، غير أن لم يضمن بياناً بهذا الصدد توبيخاً لإسرائيل التي من المنتظر أن يجتمع رئيس وزرائها معه في واشنطن يوم الاثنين. وعادة ما يحجم الرئيس الأمريكي عن انتقاد الأعمال العسكرية لإسرائيل حليف الولايات المتحدة الوثيق. وكان البيت الأبيض وصف مطلع الأسبوع ما تقوم به إسرائيل من مذابح أنها مجرد إجراءات من جانب إسرائيل لحماية أمنها. وقال بوش في بيانه الولايات المتحدة تشعر بحزن عميق للإصابات والأرواح التي أزهقت في غزة اليوم.. علمنا باعتذار من الحكومة الإسرائيلية وندرك أن تحقيقاً بدأ. ومن جانبه أدان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط ألفارو دي سوتو الهجوم ودعا القوات الإسرائيلية لوقف حملتها العسكرية. وفي جنيف قال مبعوث الأمم المتحدة لشئون حقوق الإنسان جون دوجارد إن التحقيق أظهر أن العمليات العسكرية التي شنتها القوات الإسرائيلية في شهر حزيران- يونيو من العام الجاري خلفت أكثر من 300 قتيل من بينهم العديد من المدنيين، وأشار إلى أن المجتمع الدولي تجاهل قتلى تلك العمليات. وأضاف دوجارد: إن العمليات - التي شنت في بادئ الأمر رداً على أسر مسلحين فلسطينيين لجندي إسرائيلي- أسفرت أيضاً عن إصابة آلاف الفلسطينيين فضلاً عن دمار واسع النطاق لحق بالمنشآت العامة والمنازل والأراضي الزراعية والمستشفيات والعيادات والمدارس. وأشار دوجارد في بيان إلى أن هذه العقوبة الوحشية الجماعية للناس وليس تجاه حكومة.. قد مرت دون أن تسترعي اهتمام المجتمع الدولي.. والأسوأ هو أن مجلس الأمن الدولي فشل حتى الآن في تبني أي قرار حول هذه المسألة أو محاولة لاستعادة السلام في المنطقة.. لقد حان الوقت كي يتخذ مجلس الأمن قراراً، الفشل في التحرك هذه المرة سيلحق أبلغ الضرر بسمعة مجلس الأمن.
|
|
|
| |
|