فاجأني نعي الصديق الشيخ إبراهيم الصقير المعروف بأبي قيس محب التاريخ.. لقد كان باحثاً وقارئاً يرتاد المكتبات، وتعود علاقتي به منذ أكثر من عشرين عاماً، فقد كان يتصل بي عندما كنت أميناً عاماً لدارة الملك عبدالعزيز، ويرتاد مكتبة الدارة ويطرح عليّ كثيراً من الأسئلة التاريخية المفيدة، ونذهب معاً إلى مركز الوثائق والبحوث والوثائق والمخطوطات والمكتبة لمراجعة بعض القضايا التاريخية.
لقد كان قارئاً نهماً، فعلى الرغم من كبر سنه وحاجته إلى الراحة كان يتكبد المشاق متنقلاً بين مكتبة الدارة ومكتبة الملك فهد ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ولكنه صاحب عزم وحب للمعرفة، وكلما صدر كتاب تاريخي اتصل بي ليذكرني به، وكلما أصدرت كتاباً اتصل مهنئاً وطالباً تزويده بنسخة منه. كان الفقيد مشاركاً ومتفاعلاً مع العلم والثقافة والتاريخ، وكان - رحمه الله - يستمتع ويستوعب ويناقش، وكثيراً ما استمعت إلى آرائه ومداخلاته ومناقشاته حول تاريخ المملكة وتراثها. على أن أبرز ما يذكر له هو اهتمامه بالبحث التاريخي ووفائه لأصدقائه وأحبائه، ولهذا أحبه أصدقاؤه.
لقد مضى إلى وجه ربه تاركاً الذكرى الطيبة والمهم في هذه الحياة العمل الصالح والذكر الطيب، ومصير كل شيء هو الموت وتلك حكمة الله وما أصدق قول الشاعر: