| |
قراءة لكلمة خادم الحرمين الشريفين تركي بن ناصر الموح
|
|
لاعزة لهذه الأمة (بعد الله جل جلاله) إلا بقوتها، ولا قوة إلا بنهضتها، ولا نهضة إلا بتعاونها، ومن هنا فإني أهيب بكم أن تعملوا لوضع الشعار الذي اخترتموه لهذا اللقاء (شراكة معدنية عربية نحو غد أفضل) حيز التنفيذ. إن الوحدة الاقتصادية لا تقل في أهميتها عن الوحدة السياسية، وإننا لا نفتقر إلى شيء فلدينا الرجال ولدينا المال ونستطيع -إذا صحت العزائم- أن نقيم المشروعات المشتركة ونبني المناطق الحرة ونقضي على الازدواجية ليحل محلها التكامل بإذن الله. كان هذا مقتطف من كلمة خادم الحرمين الملك عبدالله -حفظه الله- الذي رعى حفل افتتاح المؤتمر العربي التاسع للثروة المعدنية، وذلك في قاعة المؤتمرات بفندق جدة هيلتون يوم الاثنين الثامن من شهر شوال لهذا العام الموافق 30-10-2006م ، وقد استهل -حفظه الله- بالإيمان بالله جل وعلا والتمسك بالعقيدة الإسلامية التي من شأنها أن تعطي الإنسان المسلم العلو والسمو، وعندما يقرأ المتابع هذا النص من تلك الكلمة يستطيع أن يستشف ويستنبط دستورا اقتصاديا متناغما مع الأوضاع الراهنة للمنطقة، بمعنى أن السياسة والاقتصاد علاقتهما وثيقة ويصعب الفصل بينهما. وعندما ذكر -حفظه الله- المال لم ينسَ الرجال وهم الشباب؛ فقد ذكرهم قبل المال، وذلك إيماناً منه بالعنصر البشري في بناء التنمية وأنهم وقود الأمة، فبالإيمان بالله، ثم بالعمل شريطة أن يكون هناك التخطيط السليم لإنشاء المشاريع التي من شأنها النهوض بالأمة واستمراريتها. ولم ينسَ -أيده الله- الأرض فقد استخدم مصطلح -المناطق الحرة - التي تجعل من الأراضي البور مرافئ تعمل على مدى الأربع والعشرين ساعة مستقطبة كل من يحب العمل ويحب السلام على المعمورة. إذا استطعنا أن نحقق هذا فإننا نستطيع أن نقول: إننا خطونا خطوات هامة نحو الوحدة العربية الاقتصادية التي ستكون رافد خير ونماء (بإذن الله) لكل دولة عربية. وفي ختام الكلمة جمع تلك العوامل في مصب واحد، ذلك بأنها سبيل لتحقيق الوحدة، فإذا اكتمل التكامل الاقتصادي كانت هناك وحدة عربية تعم على الجميع حكومات وشعوباً. ووجود قيادة في المنطقة العربية ممثلة في شخص الملك عبدالله تعطي أبناء المنطقة السكينة والاطمئنان والتفاؤل؛ ففي حرب لبنان الصيف الماضي عندما شنت إسرائيل حملتها على لبنان كان له الموقف المنشود الذي لن يستطيع التاريخ أن يتجاهله. فلنتفاءل ونجعل من الإيمان بالله، والاعتراف بما لدينا من ثروة بشرية وثروة مالية قوة نضاهي بها الأمم، وأن نوظفها بما ينفع الأمة. وفق الله خادم الحرمين وأيده من عنده.
عضو جمعية الإعلام والاتصال السعودي
t_mouh@yahoo.com |
|
|
| |
|