| |
مستعجل الجامعات صالات عرض للأزياء والزينة..!! عبدالرحمن بن سعد السماري
|
|
يقولون: إن كليات البنات (أي الكليات التي تدرس فيها بنات وليس المقصود كليات جامعة البنات) تحديداً.. بل كل كليات البنات.. قد تحولت هذه الكليات إلى صالات أو أمكنة عرض للأزياء والملابس والزينة.. فالطالبة أو لنقل (بعضهن) وربما (أكثرهن) لم يعد هاجس الطالبة المحاضرات والمناهج ومتطلبات الدراسة والنجاح والرسوب.. بل صار هاجسهن.. عرض أو استعراض عضلات الزينة والتزيَّن.. لبساً ومظهراً وحاجيات وسيارات ومرافقين ومرافقات. الطالبات.. صار هاجسهن.. الاستعراض فقط.. ولقد صار المظهر والزينة واللباس وكل شيء حوله.. هو محور الحديث والنقاش.. وهو محور الاهتمام.. وهو كل شيء.. وعلى كل مقتدرة.. أو حتى تقدر على إقناع (أبوها) ولو بالقوة.. أن تستعرض عضلاتها داخل أسوار الكلية في ميدان اللباس والتَّزين والمستلزمات الأخرى (الشكلية والمظهرية). طالبات الجامعة في الغالب.. في سنوات المراهقة.. والمرأة بطبيعتها.. تعشق الزينة والتَّزين والمظاهر.. بل يأخذ من وقتها ومن مالها ومن اهتمامها.. الشيء الكثير.. بل ربما يأخذ كل ذلك. يقول بعض الآباء وبعض الأمهات في رسائل ومهاتفات: إن بناتهم يأخذن أكثر من ثلاث ساعات فجراً وصباحاً للتزين والاستعداد ليوم دراسي جديد.. بل قالوا: إن بعضهن يذهبن للكوافيرات أو يحضرن الكوافيرات للمنزل بشكل شبه يومي من أجل الاستعراض في الجامعة. وبعضهن لا تذهب للجامعة إلا في سيارة فخمة حتى لو كانت بالتقسيط أو مستأجرة.. ولا ترضى أن تذهب أيضاً مع أخيها أو أبيها.. بل لا بد أن يكون سائقاً، كما يجب أن تكون خادمة أو خادمتان أو أكثر معها.. واحدة تفتح الباب وأخرى تحمل الحقيبة.. ويستحسن أن تكون مهمة الثالثة إن وُجدت حمل الجوال. طالبات بسيطات ومن أسر بسيطة.. لا نقول.. إن آباءهن أثرياء.. أو أمورهم الاقتصادية متوسطة.. دخلوا معمعة الاستعراض.. وعرَّضوا ميزانياتهم للنزف.. ونحن هنا لا نحتج على الفقيرة أو ميسورة الحال أن تستعرض وتتزين.. بل نحتج على أن مكان الاستعراض والتزين ليس الجامعة والكليات.. فالجامعة معقل أكاديمي.. أشد ما يحارب.. هذه المظاهر المريضة المزعجة. ولكن أغرب ما نقل وربما على أعمدة الصحف من استعراضات الطالبات.. هو أن إحداهن رأت أن تقوم بعمل متميز فريد جاذب.. فهداها تفكيرها إلى أن تصطحب معها (كلباً). نعم.. كلب (ينبح) ولكن والحق يقال إنه كلب جميل رشيق لطيف.. ومربوط بسلسلة مذهبة جميلة وليس كأي كلب آخر من (جعاريتنا وسِلْقاننا). وكما نُقل ونشر في إحدى الصحف.. إن إحداهن أحضرت معها (قَطُو) ويجب أن تدركوا أيضاً.. أنها قطة سيامية جميلة حلوة رائعة لطيفة وليست (قَطُو) عادياً. وعذر هذه الطالبة المدللة (المحققة كما يقول العوام أنها لا تنام إلا و(القطو) بجانبها.. ولا تمشي ولا تذهب ولا تتحرك.. إلا والقطة حولها.. فكيف (بسم الله عليها) تذهب للجامعة دون (قطوتها)؟! فهل تنقل لنا الأخبار في الأيام القادمة أن طالبة ذهبت للجامعة ومعها طقاقة.. أو طقاقات وطِيران (علشان يوسعون صدرها) حتى لا يتسربل لها الضيق أو الكدر؟ وهل تنقل لنا الأخبار.. أن طالبة ذهبت للجامعة ومعها كوافيرة أو أكثر.. تراقب شكلها وشعرها وتتابعه.. وتتعاهده كل دقيقة بالتزيين والمتابعة؟ وهل تنقل لنا الأخبار أن طالبة تبرعت بتحويل إحدى قاعات الدراسة إلى قاعة عرض للزينة والجمال والأزياء؟ أو جاءت ومعها حصان أو أسد؟! هذه عقول (بناتكم) ولا نقول كلهن. بل ربما بعضهن أو أكثرهن.. وهذا صنع أيديكم ومباركتكم لهذه الأعمال. وكان الله في عون المجتمع على جيل مقبل بهذا الشكل وبهذه العقليات. ونحن بالطبع نسأل: أين المسؤولون في الجامعات؟ أين المسؤولون في الكليات؟ أين الجهات الإشرافية؟ أين المسؤولون؟ أين الآباء والأمهات؟ تقول إحدى الطالبات في اتصال هاتفي: إن الطالبات اللائي يأتين في سيارات فخمة (كشخة) تغلق الشارع بعض الوقت وهي متوقفة من النزول، وتُعرقل الحركة المرورية لمجرد أن تشاهدها الأخريات من الطالبات وهي (تترجل) من سيارة فخمة كشخة.. وقد تكون هذه السيارة بالتقسيط أو مستأجرة أو (مشحوذة) من هنا أو هناك. نعم يغلق الشارع لدقائق حتى تتجه أنظار الطالبات إليها.. وهي تنزل من السيارة الفخمة.. ويدرك الجميع أن سيارتها فخمة.. وتقول هذه الأخت.. إن هذا المسلك يتبعه كثير من الطالبات.. أو ربما كل طالبة تملك سيارة فخمة.. ولا تريد أن تذهب السيارة بسرعة دون استعراض. وتقول أخرى.. إن بعض الطالبات ترسب وتدبل (الترم) ولا يهمها شيء من الدراسة ولا تهمها القرارات والمناهج والمحاضرات بقدر ما يهمها (اليوم الاستعراضي) فقط. لا يهمها سوى لبسها.. وزينتها.. وكلبها.. وقطتها واستعراضها.. ثم تنصرف..!! ليت جامعاتنا توقف هذه السلوكيات وتقف في وجهها بقوة.. (والله لا يعاقبنا بسبب بنات وأحفاد حِرِفيَّة الأمس).
|
|
|
| |
|