قراءة في كتاب (التقرير في حكم وخطورة التكفير والتفجير)

الكتاب تأليف أ.د. الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء.
وقد قدم للكتاب صاحب الفضيلة العلامة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة والكتاب ذكر عنه الشيخ الدكتور صالح الفوزان في مقدمته (بأن الكتاب وضَّح وبيَّن ما التبس لدى كثير من الناس حول التكفير والتفجير وأنه من الجهاد في سبيل الله ويعد قمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!).. والكتاب أدى الغرض منه حيث كشف وأزال اللبس لدى كثير من الناس.. وعَدَّهُ الشيخ صالح الفوزان لبنةً في بناء سور الإسلام.. وختم الشيخ الفوزان مقدمته داعياً الله سبحانه وتعالى أن يجزل للشيخ أبا الخيل الأجر والمثوبة على هذا الجهد ودعا الله أن ينفع بعلمه الجميع وختم ذلك بالصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
والكتاب مجلد يقع في (480) صفحة من الورق المتوسط المصقول وقد قسم كتابه إلى قسمين ضمن كل قسم عدة موضوعات.
وركز في المقدمة التي تقدمت موضوعات الكتاب بأن مما أقلق الأمة وأقض مضاجعها وآلم نفوس الكثير، وأثار المكنون، قضية التكفير وما يتبعه من تفجير يدمر ويفسد ويقتل الأنفس المعصومة ويريق الدماء الزكية، ويروع الآمنين، إلى مطاردات توزع الحقد والبغضاء وتستنزف كثيراً من الطاقات وتهدر فيها كثير من الطاقات والمقدرات إلى غير ذلك مما يؤلم ويفجع، وينشر الرعب بين الآمنين.
إلى أن يقول المؤلف في مقدمته (إن أول المنطلقات الشرعية التأصيلية لمعالجة هذا الأمر هو إظهار عظمة هذا الدين وشمولية أسسه التي بُني عليها.. وختم المقدمة بذكر أقوال بعض العلماء الربانيين في تدبر القرآن الكتاب الذي نزل من لدن حكيم حميد.
إضافة إلى ميزات هذا الدين الكريم وذكر كثيراً من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤيد ذلك وتؤكد عليه.
إلى أن يقول المؤلف - وفقه الله - (بأن عملي هذا الاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاستشهاد بما سطره علماء الأمة الربانيون المحققون منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا ثم جمع المادة المتعلقة بموضوعات الكتاب من مصادرها وما رجعت إليه من المراجع الأكيدة في هذا، إلى وضع أسئلة بدل الفصول والمباحث عالجت من خلالها القضايا المطروحة) وأكد المؤلف على أن عمله هذا إنما جهد المقل، وعمل متواضع، قام به إنسان يتعرض دائماً للخطأ بل إن خطأه أكثر من صوابه، (ولكني بذلت الجهد فإن حالفني الصواب فمن الله وإن كان خلاف ذلك فمن نفسي ومن الشيطان).
ولا شك أن ذلك تواضع جم من أستاذ فاضل وشيخ جلس إلى العلماء واكب على التأليف رغم مسؤولياته الإدارية التي يتقلدها ولا يزال منوطاً بها، وله مواقف لا تخفى على الجميع في الكتابة والتأليف في مثل هذه الأمور التي تهم الأمة ويضع من خلالها الدواء الناجع لعدد من الأمراض التي تصيب المجتمع بين الفينة والأخرى.
فالكتاب قيم وذلك باحتوائه على موضوع مهم ألا وهو ما أصاب الأمة في هذا الزمان من جراء هذا الداء العضال (التكفير الذي يعقبه التفجير) وما أصاب بلادنا الغالية من جراء ذلك من ويلات وفتن، بحمد الله خرجت منها سليمة معافاة وما ذاك إلا بفضل الله ثم بحكمة وحنكة ولاة الأمر - حفظهم الله وسدد إلى الخير خطاهم وبارك في جهودهم - وكذلك توجيه علمائنا الأجلاء الربانيين ممن هم في دار الآخرة رحمة الله عليهم وممن لا زالوا في دار الدنيا - حفظهم الله وجعل التوفيق حليفهم - وما يسطره طلبة العلم في هذه البلاد المباركة ممن تتلمذوا على أولئك العلماء الربانيين وأخذوا عنهم العلم الصحيح والعقيدة الصحيحة وممن لاحمت العقيدة الإسلامية قلوبهم فدانوا بالولاء لله الواحد الأحد والاقتداء برسوله الكريم عليه الصلاة والسلام واتخذوا من سلف الأمة قدوةً لهم في كل أمورهم وشيخنا مؤلف هذا الكتاب نحسبه من أولئك والله حسيبه، ومما يُذكر في هذا الآن هذا الكتاب القيم يحسن أن يصل إلى طلبة العلم وطلاب التعليم في الجامعات، وفي مدارس التعليم العام ومكاتب الدعوة والإرشاد، وحبذا لو اطلع عليه أئمة وخطباء الجوامع لعل الله ينفع به فيكون لهم رافداً، ومرشداً إلى كثير من الأمور التي هم بأمس الحاجة إليها خاصة في هذا الزمان حيث الحاجة إلى مثل هذا الكتاب القيم المفيد بما يحويه من موضوعات جداً مهمة، لا غنى لطالب العلم ومعلم الناس الخير ومرشد الناس لا غنى لهم عن مثل هذا الكتاب.
شكر الله للمؤلف هذا الجهد المبارك وجزاه عن الجميع خير الجزاء وخير الناس أنفعهم للناس.
والكتاب سجل في فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية.
رقم الإيداع: 5723 - 1426هـ - الطبعة الأولى لعام 1427 هـ - 2006م.