| |
باحث عراقي: مستقبل غامض يغذّيه تاريخ من العنف الشيعة الذين أذلّهم صدام صنعوا طواغيت بديلة
|
|
* القاهرة - رويترز: في حين ابتهجت جماهير الشيعة في العراق أمس الأول بعد أن صدر حكم الإعدام شنقاً على الرئيس السابق صدام حسين يرى باحث عراقي أن مستقبل بلاده غامض يغذيه تاريخ من العنف بين طوائفه، بل بين أبناء الطائفة الواحدة. وقال سيف الخياط في كتابه (العقدة والعقيدة.. قصة الشيعة في العراق): إن الشيعة الذين يرى أن نظام صدام عمد إلى إذلالهم صنعوا (طواغيت جديدة بديلة) بتسميات شيعية. كما حمل القوى السياسية (الطائفية الشيعية) مسؤولية إهدار الدم الشيعي بالإلحاح على دعوة الجماهير في ظروف أمنية غير مواتية للمشاركة في طقوس ومناسك شيعية، منها اللطم في أربعينية الإمام الحسين، ودفع الشيعة دماء غزيرة بصورة وصفها بالعبثية من أجل (تعضيد خطاب أجوف أرادت (القوى الشيعية) أن تقول من خلاله: إننا غالبية). وتساءل الباحث عما إذا كانت كل مطالب الشيعة (تتركز في حق اللطم؟! ألم يكن صدام على حق عندما منعهم من هذه الممارسة) بحجة أن الأجيال الجديدة لا تتحمل ذنب الذين خذلوا الحسين عندما قتل هو وعدد من أفراد أسرته في كربلاء عام 61 هجرية (680 ميلادية)؟! وقد صدر الكتاب عن مكتبة مدبولي بالقاهرة في 207 صفحات كبيرة القطع. وقضت المحكمة التي ترعاها الولايات المتحدة بالإعدام شنقاً على صدام حسين واثنين من كبار مساعديه، أحدهما برزان التكريتي أخوه غير الشقيق، بعد جلسات على مدى العام الماضي لمحاكمة صدام وبرزان وستة من المسؤولين البارزين في حزب البعث في اتهامات بالقيام بعمليات انتقامية راح ضحيتها 148 شيعياً بعد محاولة اغتيال صدام في بلدة الدجيل شمالي بغداد عام 1982م. ورأس المحكمة القاضي الكردي رؤوف رشيد عبد الرحمن، ووصف محامو صدام المحاكمة بأنها (مهزلة للعدالة). وتدفق شيعة يمثلون الأغلبية إلى الشوارع وصاحوا مهللين بعد أن أصبح من المرجّح إعدام صدام الذي يقولون: إنه ظل يقمعهم لثلاثة عقود. لكن باحثين عرباً ينفون تهمة الطائفية عن صدام، مشيرين بإصبع الاتهام إلى قوى عراقية وأجنبية يرون أنها تتبنى سياسةً تدفع البلاد إلى الطائفية. من هؤلاء الفلسطيني بشير موسى نافع الذي قال في كتابه (العراق.. سياقات الوحدة والانقسام): إن ممارسات البعث تجاه بعض الطوائف، ومنها السُّنة، كانت نوعاً من القمع لحركات مسلحة استهدفت تقويض السلطة المركزية للنظام. وأضاف في الكتاب الذي صدر في القاهرة في الآونة الأخيرة أن اللجوء إلى العنف السافر كان نوعاً من التعويض لأزمة الشرعية، (ولكن وصم هذه الدولة بالطائفية (في ظل حكم صدام) يستدعي إعادة النظر). وبدأت الخلافات الشيعية- الشيعية عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في التاسع من إبريل - نيسان 2003م، ففي اليوم التالي للاحتلال لقي عبد المجيد الخوئي مصرعه في النجف، ويرجّح البعض أن أنصار الزعيم الشاب مقتدى الصدر وراء قتله. وقال الخياط: إن مصرع الخوئي (يدخل ضمن عملية صراع الزعامات أو النفوذ)، مشيراً إلى أن أحمد الجلبي الذي تولّى فيما بعد مناصب، منها نائب رئيس الوزراء في حكومة إبراهيم الجعفري، زار مؤسسة الخوئي في لندن لتقديم العزاء، (وأقسم بأن يقدّم المجرم مقتدى ملفوفاً بكيس. وعندما زار مقتدى الصدر في النجف أقسم له بأن يقدّم ملف التحقيق بقضية مقتل الخوئي ليحرقه بنفسه). ووصف المؤلف مصرع الخوئي كأنه مشهد كربلاء يُعاد إنتاجه. وأشار إلى مقولة الكاتب الفرنسي ألبير كامي: (إن الجرح الذي يُحكّ بكثير من الاهتمام يولّد اللذة في النهاية)، متسائلاً عما إذا كانت طقوس تعذيب الذات (إرضاء للعمامة التي تتكسّب من الحزن والتي يهمها أن يستمر الحزن) ذات نزعة مازوخية شيعية. وأضاف أن الشيعة (ينظرون إلى الحياة بسوداوية بانتظار مَن ينقذهم منها)، ويركزون على الشكليات التي سخر منها المتنبي (أعظم شعراء العربية، وكان شيعياً) في قوله: (أغاية الدِّين أن تحفُّوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم؟!) وقال الخياط: إن (قوى الظلام الشيعية في البصرة) ستمضي في منع شعراء وفنانين، منهم سعدي يوسف وفوزي كريم وعدنان الصائغ وكوكب حمزة، من العودة إلى حضن الشاعر البارز بدر شاكر السياب (1926 - 1964م) ابن البصرة التي يقف فيها تمثاله شامخاً.
|
|
|
| |
|