| |
بين قولين قصص الطفل عبدالحفيظ الشمري
|
|
نعاني من شح في الإنتاج الأدبي للطفل، وهذه حقيقة، ولاسيما القصص الشيقة والحكايات الملونة، فلو انتظرنا الجهات الثقافية دهراً فلن تفي بمتطلبات هذه الفكرة، وإن توجهنا إلى القطاع الخاص فسنجد أنه منشغل دائماً في أمر الربح والخسارة بعيداً عن أي عاطفة محتملة للطفل وذائقته. فطالما أن الأمر بين تينك المشكلتين، سنمضي إلى مزيد من العقبات في طريقنا، فجدير بنا أن نبحث عن حلول ناجعة، أهمها أن نستحث القطاع الخاص لكي لا يستمر في عزفه على أنغام الكسب، وأن نحمل الجهات الثقافية مسؤولياتهم تجاه هذه الفئة المهمة من المجتمع. الأهم من هذا وذاك أن نمزج بين هاتين المهمتين، ليحصل الطفل على بعض حقوقه منا، في وقت تبقى فيه الذائقة هي المحك الرئيس لكي تفرز المفيد عما سواه من أعمال تقدم باسم ثقافة الطفل، وأدبه. شيء آخر يعيق تواصل الطفل مع ما ينتجه الأديب والمثقف يتمثل في حالة الوصاية عليه من منطلق العاطفة، فقد تكون الذائقة الأدبية في هذا السياق محكومة بما يشتهيه الكبير، فإن لم ترق له - نعني هنا: البابا والماما وعمو وجدو - فسيحاول هؤلاء جميعهم أو بعضهم مناداة الطفل وتحذيره من أي قصة قد تكتب، أو أي حكاية تروى، وهذا من مسببات تراجع الذائقة، وقيام بعض البدائل التي تنظر أولاً وأخيراً إلى ما له علاقة بالاستهلاك. نحن بحاجة إلى مشروع ثقافي أدبي متمثل في إنتاج قصصي شيق يحقق لطفل المتعة والفائدة.
|
|
|
| |
|