في الوقت الأصلي
من ينتصر للحكام؟!
محمد الشهري

** شنت الأقلام الصفراء بشقيها الاتحادي والنصراوي، بالتنسيق مع الإدارة ومركزها الإعلامي (كما يتضح من سياق الأحداث)، حملة استباقية ترهيبية ومركزة صبيحة يوم لقاء الهلال والاتحاد.. استهدفت بالدرجة الأولى الحكم خليل جلال(؟!).

** إذ استخدمت من خلالها كل وسائلها المعتادة في مثل هذه المناسبة.. على اعتبار أن إخضاع الحكم لحالة شديدة من الارتباك والتوتر.. ستكون كفيلة بإفقاده التركيز وبالتالي إلحاق الأضرار بالطرف الآخر من خلال القرارات التي سيتخذها أثناء سير المباراة كالمعتاد، والتي سبق أن نجحت كثيراً في فرض أهدافها وغاياتها في مناسبات عديدة كثمرة لهذه الاستراتيجية (؟!!).

** معظم الفرق وعلى رأسها الهلال تحديداً ظلت تدفع ثمن الرضوخ السافر لمخرجات وتأثيرات النفوذ المادي الطاغي الذي تتباهى وتستعرض الإدارة الاتحادية وأبواقها عضلاتها وقوتها من خلاله وعلى أساسه (؟!).

** ذلك الرضوخ المريب الذي تجلى في أكثر من موقف تجاه أحداث يفترض الوقوف لها بالمرصاد بكل حزم كيلا تتطور الأمور شيئاً فشيئاً حتى تبلغ مرحلة يصعب معها وفيها العلاج كما حدث ويحدث(؟!).

** فإذا كانت لجنة التحكيم قد (وطنت وكيفت) أوضاعها على ابتلاع الإهانات والاتهامات المذلة خلال حقبة مضت لاعتبارات اجتماعية خارجة عن نطاق القدرة على التصدي لها والتي نعرفها جميعاً(؟!).

** فما الذي يجعلها عاجزة عن التصدي لذات الإهانات والاتهامات المستمرة والمتجددة الحالية.. لا سيما في ظل زوال الأسباب والاعتبارات السابقة التي كانت مفروضة عليها(؟!).

** وأي قدر من الاحترام الذي تنتظره والذي تطالب به اللجنة الموقرة في الوقت الذي لا تجرؤ فيه على رفع عقيدتها طلباً لرد الإهانات والاتهامات الاستباقية والاحترازية قبل إجراء المباريات على غرار ما حدث للحكم خليل جلال يوم الأحد، ناهيك عما حدث في الأيام التالية.. حين وجهت إليه تهمة استباقية فحواها: النية المبيتة لهزيمة الاتحاد عن سابق إصرار وترصد بدعوى أن خليل (لا يموت في دباديب) نادي الوطن، لذلك فهو (مهدر) الكرامة فضلاً عن كونه خارج نطاق التغطية الوطنية(؟!).

** العجيب أن هذه الممارسات الاستباقية التي لم تحرك لها اللجنة ساكناً.. لم تأت من مصادر خارج نطاق السيطرة كما كان يحدث في السابق، والتي كان الجميع يتلمس لها الأعذار في عدم القدرة على التصدي ولو بالكلام(؟!).

** ذلك أن الذين يضطلعون بالمهمة هذه الأيام ليسوا أكثر من (شوية) هلافيت يشكلون مدرسة (أبو مُرّة) التي اندثرت بعد أن حطمت شخصية الحكم السعودي وأفقدته الثقة في نفسه.. لذلك فإن بروز خليل أو غيره من الحكام لابد أن يشكل لها الهاجس الذي ظلت تعمل على إجهاضه والتصدي له بكل الوسائل كونه يتنافى مع مشروعها بالغ الخسة(!!!).

** وعلى اللجنة أن تعلم أن الاحترام الذي تطالب به لا يأتي بتسول اللؤماء وإنما يأتي بالنجاح في العمل أولاً، وفي عدم الرضوخ للمؤثرات أياً كان نوعها ثانياً ثم بقوة القانون وفرضه على الجميع وعدم السماح للفاشلين بالمساس بكرامتها وهيبتها كمؤسسة قوامها المئات من المواطنين.. ولا بأس من تسريح الحكام الذين أثبتت التجارب استحالة تطور مستوى أدائهم ومنح الفرصة لجيل جديد قادر على التطور.

لجنة الانضباط آخر انضباط

** أثبتت الأيام والأحداث أن ما يسمى بلجنة الانضباط تم (ضبطها) خصيصاً لملاحقة الهلال ولاعبيه على طول الخط.. في الوقت الذي تختفي تماماً وتلتزم التطنيش وكأن على رأسها الطير إزاء سلسلة طويلة من الأحداث والخروقات والتجاوزات الجماعية والفردية التي حدثت وما زالت تحدث من منسوبي أندية معينة.. استطاعت بنفوذها المشبوه (تدجين) اللجان المهمة والاستحواذ عليها كما لو كانت أملاكا خاصة، والأمثلة أكثر من أن يستوعبها المقام والمساحة، وقد أضطر لاستعراضها في وقت لاحق إذا لزم الأمر(؟!).

** إنه والله لمن العيب والهوان أن تتولى مطابخ بعض الأندية ودكاكين النشر الصفراء التابعة لها.. إعداد وتسيير القرارات والأمور المهمة في وقت تتحول فيه هذه اللجان بمسؤوليها إلى (بصمجية) لا أكثر(!!).

** أسألكم بالله ما الذي يمنع من كون الذين رددوا الهتافات المزعومة هم ثلة من الجمهور الأصفر إياه والذي تخصص خلال السنوات الأخيرة في معاداة الهلال متنقلاً من مدرج إلى آخر أكثر من انصرافه لشؤون ناديه.. وما الذي يمنع (المبذر) الشهير من تزويدهم بالتذاكر وتوظيفهم للقيام بهذه المهمة بقصد اختلاق قضية من شأنها صرف الأنظار عن سلسلة الفضائح الإدارية والميدانية المتلاحقة(؟!!).

** وأسألكم بالله هل الهلال هو من تسبب في اختفاء لجنة الكشف عن المنشطات.. وهل هو السبب في حل لجنة الاحتراف على خلفية فضيحة التزوير الشهيرة.. وكيف سيكون مستوى العقاب لو أنه المتسبب(؟!!).

** بطبيعة الحال أنا لست ضد ضبط الأمور وفرض النظام فذلك هو مطلب العقلاء.. ولكنني فقط ضد تخصيص لجنة مهمتها مطاردة ومعاقبة النادي الذي ظل وما زال يحمل لواء تشريف كرة الوطن في كافة المحافل في حين تدير ظهرها للبقية(؟!).

إلى من يهمه الأمر

* أي عنصرية وأي مخاطر يمكن الحديث عنها بعد أن تم تجريد جميع أندية الوطن الـ(153) من حقها الانتمائي للوطن، واختطاف ذلك الشرف واختزاله في ناد واحد تحت مسمى (نادي الوطن) زوراً وبهتاناً؟ إنها والله مهزلة وستكون ثمارها المستقبلية أمر وأسوأ مما يتصور الذين يتداولونها والذين يمررونها عبر صحافة تعيش أسوأ أنواع الغيبوبة إلى درجة عدم استشعار خطورة تداول وترديد مثل هذه الوقاحات التي تشكل قنابل موقوتة(؟!!).

** والحي يذكّر الحي..

جرس