| |
كل يوم كلمة العدالة عندما تغيب عبد العزيز الهدلق
|
|
بقرارها تجاه ما بدر من قلة من جماهير الهلال من عبارات مسيئة تكون لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم قد تعاطت مع ظاهرة المشكلة وليس مع لبها وأساسها. فما حدث من تلك القلة الجماهيرية ما هو إلا إفراز ظاهري ما كان له أن يطفو على السطح لو لم يكن له أسباب ودواع وبواعث وجذور تم للأسف تجاهلها رغم خطورتها وتم غض الطرف عنها لأسباب مجهولة لدى البعض ومعلومة لدى الغالبية. وفي تقديري أن ما بدر من قلة من جمهور الهلال ما هو إلا رد فعل (مرفوض طبعاً) لممارسات غير سوية وغير نظيفة وغير شريفة من قبل أطراف استهدفت نادي الهلال بشكل غير معقول ولا مقبول نظاماً ولا أخلاقاً ولا أعرافاً، ولكن تم السكوت عنها ولم تجد من يردها أو يوقفها عند حدها، فرأت تلك القلة من الجماهير الهلالية أن تعبر عن سخطها ورفضها لاستهداف ناديها بتلك الطريقة فجاءت بشكل خاطئ وغير مقبول. فجماهير الهلال رأت لاعبيها يخطفون من ناديهم إما بأساليب غير نظامية كحالة خميس العويران الذي ذهب للاتحاد دون أن يكمل فترة عقده بعد رفع الإيقاف عنه، وإما بطرق ملتوية يعاقب عليها القانون كما حدث مع أحمد الدوخي الذي تم التفاوض والاتفاق معه رغم عدم انقضاء مدة عقده. فضلاً عما حدث من تأليب وتحريض وإغراء لبعض لاعبي الهلال لترك ناديهم قبل بعض المباريات المهمة، ولا يمكن إغفال التدخل في الصفقات الهلالية المحلية والخارجية من قبل الأطراف نفسها إما بخطفها أو تخريبها أو النجش فيها. كما كانت الجماهير الهلالية ترى العقوبات تطول لاعبيها ونجومها على ابسط الأخطاء في حين هناك من يسرح ويمرح في الملاعب والمدرجات ضربا وركلا وتكسيراً وتجاوزا لكل القيم والأخلاق ومبادئ السلوك الرياضي النظيف دون أن ينالهم ردع أو عقوبة أو جزاء..!! بالإضافة إلى ما حدث لهذه الجماهير في مباريات سابقة من اعتداءات جسدية وتكسير سياراتهم وحافلاتهم. وكل ذلك حدث دون ان تتحرك لجنة احتراف أو تنعقد لجنة عقوبات أو تستيقظ لجنة انضباط..!! فكان من الطبيعي أن تنفجر تلك الجماهير من القهر ومن الظلم الذي لم تجد من يرفعه عنها وعن ناديها. وأرى أن تلك العقوبة المتخذة بحق الهلال على ما حدث من قلة جماهيرية لن يحل هذه المشكلة ولن يوقف هذه الظاهرة المرفوضة جملة وتفصيلا. فالعلاج الناجع يوجب الذهاب لمسببات ودوافع هذا الإفراز والتعامل معه بوعي وحزم وقوة. فيجب أن يوقف المتجاوز عند حده، ويجب ان يضرب بيد من حديد على من يستفز الجماهير ويشعل جذوة التعصب بينها ويحرضها على الانفلات، ويجب أن يستيقظ الوعي المسؤول لردع كل من يلتقط الأقلام الملقاة على قارعة الطريق ويجيشها بأمواله لمهاجمة المنافسين بكل بذاءة ويوغر صدور الجماهير ويغذيها بالتعصب الممقوت. وقبل ذلك يجب ان يشعر الجميع بالعدالة والمساواة وأنهم أمام النظام كأسنان المشط. فالعدالة عندما تغيب تجعلنا دوم نتوقع ما هو أسوأ.
|
|
|
| |
|