في الندوة الدولية للتجمع الدستوري الديمقراطي
الرئيس التونسي يدعو إلى شراكة فعلية بين الأحزاب

* تونس - جاسر الجاسر:
دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى إقامة شراكة فعلية بين الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني حتى يصبح شعار حوار الحوارات واقعاً ملموساً.
وجاءت دعوة الرئيس التونسي في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه حامد القروي النائب الأول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي، وذلك في الندوة الدولية الثامنة عشرة للتجمع الدستوري الديمقراطي التي اختتمت أعمالها أمس السبت في بقمرت الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية. وانعقدت الندوة تحت عنوان: (البعد الحضاري في العلاقات الدولية للقرن الحادي والعشرين).
وتوجه الرئيس زين العابدين بن علي في هذا الخطاب بنداء قوي من أجل إقامة شراكة فعلية بين الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني حتى يصبح شعار حوار الحضارات وحماية تنوعها واقعاً ملموساً ومبدأ مدمجاً في كل برامج التعاون بين الدول، داعياً كل التشكيلات الحزبية التي تعمل من أجل السلام العالمي والحوار بين الشعوب إلى اعتبار حوار الحضارات بنداً قارياً في برامجها بوصفه قاسماً مشتركاً في أيديولوجيات وسياسات الأحزاب السياسية بصرف النظر عن العائلات الفكرية التي تنتمي إليها، وأبرز أن تونس عملت منذ تحول السابع من نوفمبر على دعم مقومات الحضارة العربية الإسلامية التي تجسمها خيارات البلاد من أجل ضمان حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية ومن أجل تطوير تعليم اللغات ودفع الناشئة إلى حذقها وتعزيز قدرتها على النيل من أحدث ما وصلت إليه البشرية من علوم ومعارف، كل ذلك في إطار الحفاظ على الهوية الإسلامية. وأكد أن الحوار بين الحضارات والثقافات هو خير درع للحفاظ على الثراء الإنساني ولتعزيز القيم المشتركة وحمايتها مما يتهددها من عوامل الانغلاق والتعصب ونزعات الإرهاب والفتنة بين البشر في زمن انفتحت فيه الحواجز وبلغت فيه وسائل الاتصال تقدماً هائلاً وحجماً غير مسبوق. وبين سيادة الرئيس أن تونس جعلت من الحوار والتضامن واحترام الآخر مقوماً أساسياً من مقومات الخيارات المجتمعية، كما عملت على إعلاء شأن الدين الحنيف والتعريف بما جاء به من حثّ على الاجتهاد والنهل من العلوم وإعمال العقل حتى يكون دوماً قادراً على مواكبة العصر دون انكماش أو تراجع ودون تسيب أو تأويل قد يبعد البلاد عن تعاليمه السمحة ومبادئه النبيلة.
وكان السيد الهادي مهني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي قد ألقى قبل ذلك كلمة رفع في مستهلها إلى الرئيس زين العابدين بن علي باسم كافة مناضلي التجمع ومناضلاته أبلغ عبارات التهاني بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للتحول، وأخلص مشاعر التقدير والامتنان لتفضله بوضع هذه الندوة الدولية تحت سامي إشرافه، مشيراً إلى أهمية البعد الحضاري والثقافي في التأثير على العلاقات الدولية وصياغة القرار السياسي في القرن الحادي والعشرين. وبيّن أن ما تشهده هذه الندوة الدولية من حضور مكثف للكفاءات الفكرية والعلمية والسياسية يؤكد المكانة المرموقة التي تحظى بها تونس إقليمياً ودولياً والإشعاع الفائق الذي يتمتع به التجمع لدى البلدان الشقيقة والصديقة، سيما في هذه الفترة المصيرية التي تتسم بتسارع نسق التقلبات الاقتصادية والسياسية، ولاحظ أن تونس المتجذرة في حضارتها العربية وهويتها الإسلامية وخصوصياتها الثقافية تحرص على إرساء علاقات بين الدول قوامها العدل والانفتاح والتسامح والتضامن واحترام حق الشعوب في استقلالها وتقرير مصيرها وتعمل على تعزيز أواصر التفاهم والتشاور بين الدول ودعم الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.
وأكد الأمين العام للتجمع أن موضوع الندوة يعكس إيمان تونس بأن الانفتاح على الآخر والاعتدال في المواقف واحترام الخصوصيات الثقافية للشعوب والحق في الاختلاف شرط أساسي للحفاظ على علاقات دولية متوازنة وتأمين أسباب الأمن والاستقرار والنماء في العالم.
وتضمنت الندوة الدولية التي حضر جلستها الافتتاحية بالخصوص الوزير الأول وأعضاء الديوان السياسي للتجمع وعدد من أعضاء الحكومة بمشاركة أجنبية ثرية من خلال حضور 84 شخصية من قرابة 33 بلداً تمثل 49 حزباً و6 منظمات إقليمية ودولية غير حكومية إلى جانب 400 إطار تجمعي وكفاءة وطنية وقرابة 100 إعلامي أجنبي ثلاث جلسات تتناول بالدرس (حوار الحضارات درع ضد التوترات وعدم الاستقرار في العالم)، و(تنوع الحضارات عنصر إثراء للحضارة الكونية)، و(التضامن الحضاري من أجل التعايش بين الثقافات والتقارب بين الشعوب).