| |
جداول حمد بن عبدالله القاضي
|
|
غازي القصيبي ومواسم (ليست كالمواسم).. ** أحب د. غازي القصيبي شاعراً أكثر من أي شيء آخر سواء كان وزارياً أو روائياً أو ناقداً، وطالما صارحته بهذا الرأي، وهو مقتنع بذلك، فقد قال في أكثر من لقاء صحفي: (إنه لن يبقى منه - عندما يرحل - سوى الشاعر!). لكن كتابه الجديد المؤثِّر (مواسم) جعلني أغيّر من رؤيتي تلك.. هذا الكتاب (النثري) بالإضافة إلى كتابه (حياة في الإدارة) من أجمل ما قدمه د. غازي، وإن كان كتاب (مواسم) يلامس الخوافق بشكل أعمق! كتاب (مواسم) على صغر حجمه (96) صفحة لعله من أصدق.. إن لم يكن أصدق كتاب قدمه د. غازي.. هذا الكتاب هو جزء من سيرة القصيبي في طفولته وصباه، ودراسته وحياته بالبحرين وعائلته ووالده وحديثه العذب عن (ستّه سعاد)، لكن الأهم من كل ذلك ما جاء في الفصل الخاص! حديثه الشجي وحكاياته المفجعة مع الموت بدءاً من موت أمه وأبيه وبعض إخوته وبعض أخواته. *** لقد كتب د. غازي هذا الفصل بدم قلبه، ومداد عينيه.. لا تملك وأنت تقرأ هذا الفصل أن تفر دمعات من عينيك، د. غازي في هذا الكتاب وفي هذا الفصل بخاصة كشف عن جانب (الإنسان المرهف المشاعر) الذي قد لا يعرفه كثيرون توقفوا عند هذا الموقف المؤثر الذي ورد في (ص26) من هذا الكتاب. لكم كان ذلك الموقف مؤثراً عندما غادر شقيقه الحميم عادل إلى العالم الآخر، وقال له ابنه سهيل بعد رحيله: (كنت أتوقع أن تتأثر أكثر مما تأثرت)، فأجابه والده غازي وهو يكتم شجنه ولا يشكو بثه: (صدقت يا بني.. لقد قال ابن الرومي: (أمرّ البكائين البكاء المولّج). هذا الكتاب لا تستطيع عندما تبدأ به إلا أن تكمله، أو تعود إليه في أقرب فرصة لاستكماله وهذا حصل معي، وحصل مع من عرفت أنهم قرؤوه، ومنهم معالي د. عبدالعزيز الخويطر، ومعالي أ. إبراهيم الطاسان، فقد حصل لهم مع هذا الكتاب مثلما حصل معي، إذ لم يستطيعوا أن يدعوه حتى أكملوه. أستشرف - أخيراً - أن يستكمل أبو سهيل كتابة (سيرته الحياتية)، فهي أبلغ وأكثر تأثيراً من أية سيرة أخرى سواء أكانت (إدارية) أو (شعرية) و (دبلوماسية) أو (روائية). متعك الله أبا سهيل بحياة طيبة حتى تواصل رسالتك في كل فضاءات هذا الوطن تنموياً وثقافياً.. ورحم الله كل الراحلين عنا الغالين عليك وعلينا. لتريحوا أعصابكم..! ** لست من متابعي (الشاشة)، فضلاً عن إدمانها رغم أنني سبق أن تعاملت معها إعداداً وتقديماً..! لكن ظل الحب الأول ل (الورقة) قراءة وكتابة. إنني حالياً قليلاً ما أتابع برنامجاً تلفزيونياً، واقتصر في الأغلب - في اليوم الواحد - على رؤية إحدى نشرات الأخبار في إحدى القنوات المحلية، أو غيرها، وبخاصة أن نشرات الأخبار خلال الأربع والعشرين ساعة مكررة، وبخاصة أيضاً أن أخبار (بلاد العرب أوطاني) ملطخة بالدماء والمآسي والجرائم حتى صح أن تسمى نشرة الأخبار (نشرة الأخطار) كما أطلق عليها الأديب أ. سعد البواردي! جربوا أن تريحوا عيونكم وأعصابكم من مشاهدة الشاشات وملاحقتها واستبدلوا الذي هو أنفع وأبقى وأمتع (القراءة) بالذي هو أدنى! آخر الجداول ** للشاعر حرف وخلق عبدالله السميّح من ديوانه (متدثِّر بالبياض): (قالت لماذا تُخفي كل شاردة ُتنْثال عطراً وتروي مهجتي أملا يا رفَّة الطهر والحسن الذي ندرت سماته حيث بات الحسن مبتذلا لا تنبشي الجرح فالآلام فاغرة أفواهها واتَّقي صمتي إذا اشتعلا)
فاكس: 014766464
Hamad.ALkadi@hotmail.com |
|
|
| |
|