| |
فيما أجلت السحب أمطارها.. والوجوه انتظرت مليكها: عبدالله يؤرخ ليوم (الغرس) ويبشر الناس بالحصاد
|
|
* أبها - منصور عثمان: أمطرت..! لم تمطر... أمطرت.. ويهل غيث عبدالله ليكسر جفاف الأسئلة.. تفتحت أعناق السنابل والقمح ينضج تهامست جبال (ذرى) ونهران.. حباً ووادي (تهلل) يفيض بالماء طرباً.. أمطرت.. سحايب الخير.. للخير.. وتمايلت هامات المزارعين - للغرس فهذا يوم يؤرخ للحصاد القادم. ملامح الجبال نحتت لها في وجوه الناس معنى الثبات.. وصمتٌ يدق الترقب بقدميه مستعجلاً حضور عبدالله.. (أنا فدا ذا الوجه) يقولها الوايلي لصورة المليك وكأنه الآن يحادثه. العم (علي) يسند كتفيه بعصاه.. أو يريحها على (كتفي) ويثني كثيراً لكنه يبتهل.. للمليك ويقدر تعبه بالترحال المتواصل للتواصل مع شعبه.. ويقول: (بي عنك يا بو متعب). وجه آخر في نبض الشوارع.. المأهولة ببرك الناس وريحانهم.. و(بكادي) عصابة الرأس وفلها. أنا مشترك في الاحتفال.. والله لأعرض قدام الملك) يقولها - جابر بحماس خارج من (ثنايا الحنايا.. وتطوف - بالمدينة - لا شيء خارج صفات الناس والقلب بوصلة الانتماء.. ويجيء.. يشارك الناس الحب والرغيف ويمسح تعب السفر برؤية شعبه فرحاً.. وقد نبتت من (البهجة) في أبدانهم أجنحة.. يكاد يطير مسنٌ لفرط ما دك الأرض قافزاً في رقصة تسمى (الخطوة) وعبدالله أقرب للناس من نبضهم.. هذا موسم البذرة المثمرة.. فاليد الحانية تلوح وتغرس وتعطي الناس مهرجانات الحصاد.. وجوه كثيرة تصافح أصدق وجه سياسي على خارطة الكون.. عبدالله من لون الأرض والناس والأرض لا تخون غارسها.. وساقي ذراتها باليقين والرفق وعبدالله يبشر الناس بالحصاد عبدالله.. لا يعاد.. وجوه كثيرة تطل على نافذة الروح وتنتظر.. تحدق في (المدى) فترى (البلسن) وقد هبّ للخروج إلى (أمن البيوت). و(الهند) تاج الذرة الذهب يتوزعه أطفال الجنوب، و(البُر) ألْما مسّهُ غير ماء السماء تخبزه الأمهات عبدالله.. أيها الملك.. وبكل جهات الأرض الستة.. وبكل لهجات الوطن.. وبكل تنوع فينا.. نقول.. نحن نحبك..
|
|
|
| |
|