| |
حول (الغناء) مرة أخرى
|
|
تابعت ما سطره قلم أخي في الله صالح العريني في عدد الجزيرة وهو رد على ما جاء في ردي على أبي أحمد صالح بن عبد الله التميمي من القصيم بشأن الغناء وحكمه، مستغرباً إصرار أخي وغيره من الإخوة على جواز الغناء وأنه لا حرمة في سماع الأغاني بآلات الطرب المعروفة، وأنا هنا لست بصدد الحديث عن تحريم ذلك فقد بينت ذلك في ردي السابق بالأدلة القاطعة ويكفي ذلك إذ لا داعي لإعادة الكلام بدون فائدة، ولكن أحببت أن أبين لأخي في ردي الأخير أنه جانبه الصواب فيما قال عن الغناء حيث استشهد بكلام الشيخين علي الطنطاوي والشعراوي، رحمهما الله، وهما من أجازا الغناء على حد قوله إن كان ما قال صحيحا، وترك قول الحق تبارك وتعالى وقول النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، والكثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين ومنهم العلامة ابن القيم - رحمه الله - الذي فصل في ذلك تفصيلا دقيقا وبين تحريم سماع الغناء في كتابه الموسوم بإغاثة اللهفان من مكايد الشيطان، وكذلك الشيخان عبد العزيز بن باز، وابن عثيمين، رحمهما الله، وغيرهما من العلماء الذين حرموا ذلك، وأخي يأتي بعد هذا كله ويضرب به عرض الحائط، ويقول قال الشيخان علي الطنطاوي ومحمد الشعراوي بأن الغناء حلال ولا شيء فيه، أمر غريب وعجيب ما جاء به!! ومما عرفت من شيخنا العلامة ابن عثيمين، رحمه الله، عندما سئل عن تعارض فتوى شيخين، فقال: ينظر في علمهما وورعهما ويؤخذ بفتوى من كان أكثر علما وورعا، فما رأي أخي بما نقلت عن شيخنا رحمه الله، وما بينت من أدلة من الوحيين، وأقوال الصحابة وجمع غفير من العلماء تبين تحريم الغناء؟ هل يريدنا أن نتركها جميعا ونعرض عنها ونأخذ بكلام الشيخين الطنطاوي والشعراوي مع احترامي لهما ولعلمهما رحمهما الله؟ لا أظن ذلك، والكل يوافقني والحق أحق أن يتبع، وإذا كنا سنقول دائما بأن أي شيء لم يأت ذكره نصا في القرآن ولا في السنة بأنه ليس بمحرم سنرى الكثير من الأشياء حلالا، وستضيع الأمة بسبب قول فلان وفتوى فلان، وهوى فلان، والواجب علينا عدم إطلاق ألسنتنا وأقلامنا للقول بغير علم لأننا لسنا أهلا لذلك، والفتوى لأهلها من العلماء الأجلاء الذين استقوا منهجهم وفتواهم من قال الله وقال رسوله، وكلام الصحابة رضي الله عنهم، وإن تعارض قولان لعالمين أخذنا بالأحوط، وبالأكثر علما وورعا، وهذا هو الصحيح.
صالح بن عبد الله الزريّر التميمي الرس ص.ب 1200
|
|
|
| |
|