| |
إنها الأقدر على الاختيار الصحيح محمد بن سعود الزويد - الرياض
|
|
تواجه الفتاة في هذا الوقت تحوُّلاً صاخباً وسريعاً في مختلف أوجه الحياة أهمها هو اختيار الزوج الصالح الكفء، ومن هنا فهي مدعوة إلى التأني وحساب الخطوات التي تخطوها، فكل إطلالة على جديد في هذا الوقت تُعد إما إقبالاً على حافة صخرة تنهار وتزل بقدم صاحبتها، أو خطوة ترفع من حظوظها في تقدُّم آخر موفق، وهي عندما تتطلَّع بنفس تواقة إلى الجديد والنافع في حياتها تعوّل على من حولها الكثير في تقديم العون والمساعدة وخصوصاً والديها وأفضل المقربات إليها، وإذا لم تكن الفتاة جادة في التعامل مع المعطيات التي تلف حياتها الخاصة ووضعها في المجتمع كعضو يفترض فيه أن يكون منتجاً ونافعاً لنفسه ولغيره في حدود قدراته فسوف تتعب كثيراً في حال وجود قصور في أي من النتائج أو النواحي في حياتها وعلى أي مستوى كان، حيث إن أصعب ما عنيت به الفتاة في تفكيرها هو الخروج من دائرة الفتاة إلى المرأة الزوجة والأم والمربية كنسق طبيعي مع مسلَّمات وضع المرأة التي تصل إلى المرحلة الأكثر خصوبة في حياتها، وهي الزوجة والأم وقبل هذا وذاك تأتي مرحلة الاختيار لمن هو الزوج أو الشخص الذي سوف يشاركها في ما تبقى من فصول حياتها، وهنا تظهر مسؤولية الوالدين والأقربين في تقصي مدى ملاءمة هذا الرجل المتقدم للزواج خلقاً وسلوكاً وتعاملاً.. ومخطئ من يمدح أو ينقل واقعاً غير صحيح لما هو عليه هذا الرجل أو الشاب المتقدم ومدى موافقته لتطلعات هذه المرأة، فالضحية الأولى لمردود المجاملة للناس فيما بينهم هي تلك الفتاة التي قد تدخل في متاهات من المعاناة مع هذا الشاب الذي أعطيت عنه صورة مغايرة لما هو عليه في الواقع.. لذا كان من حق الفتاة المقبلة على الزواج أن تتاح لها الفرصة في تقصي حقيقة المتقدم ومعرفة الكثير عنه مما يمت لحياتها معه بصلة إن كان سلوكاً أو خلقاً أو تعاملاً أو خلافه فمن الممكن بل من السهل على بعض الناس أن يجمل أي شخص في عين غيره طالما أن الناس لا يعرفونه ولم يسبق لهم الوقوف على اتجاهات ومغازي شخصيته والصفات التي يتصف بها الرديء منها والحسن ويرى من يعطي الصورة غير الواقعية للشخص المتقدم للزواج أن في تزويج غير المؤهل للزواج للتغير في حياته وإن كان هذا هو المرجو دائماً إلا أن هناك من الصفات في الناس ما يصعب تغييرها أو ما يكون من الصعوبة على المرأة أن تتعايش معها أو على الأقل بعض النساء وقد تكون هذه الفتاة منهم فما ذنب هذه الفتاة أن تكون محطة تجارب لحياة هذا الشخص غير الكفء أو غير المناسب وكيف لا يراعي الله في هذه الفتاة من يزج بها في زواج غير كفء وفي بقية حياتها وفصول التعاسة والعسرة فيها؟ لذا وحتى تتجاوز الفتاة هذا الإشكال عليها التأني وأن تختار من تثق به للسؤال عن المتقدم وأن لا تنخدع بظاهر الأمور وأن تتقصى عن بواطنها وأن لا يسلبها حب الزواج وكمالياته والرغبة بالانتقال إلى الحياة الجديدة والمنزل الأنيق الذي قد يكون خالياً من التوافق والانسجام والفتاة بالصراحة والوضوح والتدقيق تكون هي الأقدر على الاختيار الصحيح بعيداً عن الضغوط والمجالات.
|
|
|
| |
|