نفى أن يكون قاتلو السادات قد طلبوا منه الابتعاد
مبارك: الأمريكيون غرقوا في العراق والوضع في طريق مسدود

* موسكو - سعيد طانيوس:
اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك أن الأمريكيين غرقوا في العراق وقال:
إنه كان يتوقع أن يحدث هذا وانه حذر الأمريكيين من هذا الأمر, وعما إذا كان يدري كيف تحل هذه المشكلة أجاب: الله أعلم.
وأكد مبارك في مقابلة أجرتها معه صحيفة (فريميا نوفوستيه) الروسية قبيل توجهه الى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين يوم الخميس القادم, أن مصر تبذل قصارى جهدها لتحقيق المصالحة بين العراقيين، مشيرا إلى أنه لا يجوز ترك العراق يتجزأ.
أما بالنسبة للوجود الأمريكي هناك فإن الرئيس المصري رأى أنه إذا انسحب الأمريكيون فسوف يخلق هذا مشكلة، وإذا بقوا فسوف تستمر المقاومة وقال إنه طريق مسدود.
وردا على سؤال عن أسباب الإرهاب قال الرئيس مبارك: إن السبب هو بقاء مشكلات الشرق الأوسط بلا حل، حيث يشعر الناس هناك بأن حقوقهم منتهكة وما يجري في فلسطين وأفغانستان والعراق يمثل بيئة مناسبة للإرهاب.
وحول ما يسمى (الشرق الأوسط الكبير) قال: إن هذه محاولة لفرض واقع جديد على المنطقة لا يأخذ في الاعتبار مشكلاتها وإن الشرق الأوسط لا يحتاج إلى أي تسميات جديدة وإنما يحتاج إلى حل عادل لمشكلاته.
ووصف مبارك المشكلة الإيرانية بأنها مشكلة في غاية الخطورة وقال انه ينبغي التحسب كثيرا قبل الإقدام على أية خطوة تجاه المشكلة الإيرانية.
وطلب من مندوبة الصحيفة التي أجرت المقابلة معه أن توقف عمل جهاز التسجيل لكي يواصل حديثه عن هذه المشكلة وعن المسألة التي تواجه روسيا بخصوص انتهاء فترة رئاسة الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2008، قال مبارك: إنه يرى أن روسيا في حاجة إلى بوتين وإنه سيقول للرئيس بوتين إن يبقى في الحكم.
ورأى الرئيس المصري أن روسيا استعادت اهتمامها بمشكلات الشرق الأوسط ونفوذها في المنطقة بعد أن تضاءل دورها إثر تفكك الاتحاد السوفيتي وأن الرئيس بوتين نشط جدا ويدرك ما يجري في العالم وفي الشرق الأوسط.
وقال في حديثه، لم تشهد علاقات مصر مع موسكو تطورا يلفت النظر إبان عهد أنور السادات، ولكن مصر واصلت التعاون مع روسيا، والآن تربطهما علاقات طيبة. ونفى أن يكون من قتلوا السادات قالوا له (أي مبارك) قبل أن يفتحوا النار أن يبتعد مشيرا إلى أن أنباء من هذا القبيل مختلقة.
ولكنه أكد أن السادات كان يشعر بأن شيئا سيحدث وكان يقول له إن عليه (أي مبارك) أن يخلفه.
وحول عملية السلام في الشرق الأوسط قال مبارك: إن مصر تسعى إلى تحرير جميع الأراضي العربية التي لا تزال إسرائيل تحتلها وإن اتفاقية السلام التي وقعتها القاهرة مع إسرائيل لم تكن صفقة منفصلة. فقد أقدمت مصر على توقيع تلك الاتفاقية لتسوية مشكلة سيناء وسعت في الوقت نفسه إلى أن تشمل عملية السلام الدول الأخرى أيضا التي كانت إسرائيل تحتل أراضيها.
وعما إذا كانت ثمة خطورة في أن تندلع حرب أهلية في فلسطين أجاب الرئيس مبارك: ليس هناك خطورة كهذه. وأضاف: إنه ينهمك في حل المشكلة الفلسطينية من خلال تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وبعد ذلك يمكن الحديث عن إمكانية إجراء محادثات سياسية مع الإسرائيليين، وأكد أن تسوية المشكلة الفلسطينية ستمهد للتقدم على المسارين السوري واللبناني.