| |
في طريف :موروثات شعبية بانتظار من يأخذ بيدها
|
|
تابعت من خلال أعداد جريدة الجزيرة الغراء الاحتفالات النشطة التي قامت في عددٍ من مدن ومحافظات المملكة خلال أيام عيد الفطر المبارك التي جسدت الفرحة الكبيرة بقدوم هذا العيد السعيد، غير أنه في محافظة طريف الواقعة في شمال المملكة التي يفوق عدد سكانها الأربعين ألف نسمة لم تكن هناك من مظاهر العيد سوى رؤية براءة الأطفال الصغار وفرحهم في العيد من خلال اللباس الجديد وتناول الحلوى واللعب بالطراطيع التي تنتشر في مثل هذه الأيام وتباع علناً في البقالات والمحلات التجارية دون حسيب أو رقيب ومناظر الرجال وهم يتبادلون التهاني بالعيد وما سوى ذلك لا ترى أي جديد في عيد هذه المحافظة الذي يأتي ويذهب كما هو دون تغيير أو تعديل اللهم سوى ما يُقام من فعاليات للعرضة السعودية والتي أرى أنها تُقام لمجرد تفعيل تعميم سابق صادر من الجهات العليا بضرورة تنظيم العرضة في الاحتفالات وخصوصاً في عيد الفطر المبارك، لكن يبقى التساؤل مطروحاً أين الاحتفالات التي تضم كل ما يحتاجه الصغير والكبير والأسرة وذلك بالضبط كما يُقام في بقية المدن، وأين دور رجال الأعمال والمثقفين فيها وأين دور المنظمين، فالمحافظة ولله الحمد تضم نخبة كبيرة من الشباب وفيها قطاع خاص ولا تخلو من الموروثات الشعبية التي تتميز بها كل منطقة وذلك مثل الدحة والسامري والعرضة والدبكة وهناك فيها العديد من الشعراء والشاعرات والأكاديميين والمثقفين ولا تحتاج كل عام إلا إلى جهة تأخذ بيدها وتنظم مثل هذه الاحتفالات وجهاتٍ أخرى لتفعيله وجهاتٍ لدعم ورعاية هذه الاحتفالات أما المواقع فهناك موقع محدد مسبقاً في خريطة المحافظة وهو ساحة الاحتفالات الواقعة في شرقي مكتب العمل والعمال أو في ساحات أخرى من التي تكثر فيها، ان العيد فرحة للجميع ويجب الاحتفال به وإشعار الناس بعظمته وهو فرصة لتجمع الناس فيما بينهم وتبادل التهاني وفرصة لبث الوعي والإرشاد من خلاله وفرصة عظيمة لبث روح التسامح والمحبة بين الجميع، وقيام احتفالات منظمة وفاعلة من خلاله تعكس مثل هذه القيم وتجسدها على أرض الواقع، انني اسف دائماً حينما اقرأ في الصحف عن قيام مثل هذه الفعاليات في مختلف المدن لحال ابنائنا وصغارنا، فالعيد ذلك الذي يطول انتظاره كل عام كما هو لم يتغير في صغرنا وفي عهد أجدادنا في طريف حيث لا يزيد برنامجه اليومي عن أداء الصلاة ثم زيارة الأقارب وتناول الحلوى وعند الأطفال لا يزيد على كونه فرحة للعب في الألعاب النارية التي يشتريها الصغير بما يجمعه من نقود العيديات فيما لا يستطيع غيره ذلك ويكتفي بالمشاهدة، فهل نرى في الأعوام القادمة عيداً مختلفاً للجميع وجديداً عن سابقه.
محمد بن راكد العنزي
alanaze3@hotmail.com |
|
|
| |
|