| |
من أجل ساحة فلسطينية معافاة
|
|
ثمة إشراقات في ظلام الخلافات الفلسطينية، فقد كان جدير بالتقدير أن تتجاوز حركتا فتح وحماس خلافاتهما وتتواضعان على نوع من التهدئة من خلال اتفاق الأحد الماضي، وهو أمر أثلج الصدور وازاح قدراً من العبء عن كاهل الشعب الفلسطيني الذي أبدى أسفاً بالغاً كون قياداته انشغلت لبعض الوقت بصراعات أضافت الكثير من المصاعب إلى تلك المستمرة أصلاً. ومع تواصل جريمة الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وفي ظل المقاطعة الدولية غير الموضوعية للشرعية الفلسطينية، يصبح من العبث بل من غير المجدي أن تتصارع القيادات الفلسطينية إلى الدرجة التي تدفع مسلحيها إلى الشوارع في معارك بغيضة تعبر عن ابشع استغلال للسلاح الذي كان ينبغي توجيهه إلى المحتل الغاصب. وبإمكان القيادات المضي قدما في طريق الوفاق لحين إنجاز المستحقات المتمثلة أساسا في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وينبغي هنا، وبشكل خاص الاستماع إلى الصوت الوطني الذي يعبر عن نفسه في شكل مطالبات بالأولويات وعلى رأسها التهدئة والاستقرار وصرف المرتبات وتوفير الاحتياجات المختلفة الضرورية. وعلى المجتمع الدولي، الذي فضلت بعض دوله الانسياق وراء الأهداف والسياسات الإسرائيلية في الضغط على الفلسطينيين، العودة عن هذه التبعية المقيتة التي تفضى إلى تجويع الشعب الفلسطيني وضياعه وتركه نهبا للأمراض، وذلك دون أي ذنب سوى انه لا يخضع لإسرائيل، ولأنه يعبر كلما سنحت له الفرصة، عن رفضه الاحتلال. ان الانسياق الأعمى وراء هذه السياسات يعني ان بعض الدول رهنت مواقفها للمزاج السوداوي الإسرائيلي الذي لم يتعلم طوال عقود ان القمع لم يجد مع الشعب الفلسطيني، فإسرائيل التي يتبعها بعض من اكبر دول العالم هي التي تحرم الشعب الفلسطيني من أمواله، فهي تحتجز حالياً اكثر من 600 مليون دولار من أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية، وهي مبالغ كافية لحل الأزمات الحالية، ومع ذلك فإن الدول الكبرى تتجاهل هذه الحقيقة وتتجاوزها في معرض مخاطبتها للمشكلة الفلسطينية وتركز فقط على الدعاوى الإسرائيلية حول ما تقول انه إرهاب فلسطيني. ويتعين على القيادات الفلسطينية التي نجحت في تهدئة الشارع الفلسطيني وأزالت المظاهر المسلحة ان تسعى لإجلاء الصورة الفلسطينية وإزالة ما علق بها من سلبيات وصولا إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وإذا تحقق ذلك فيمكن مخاطبة المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي بصورة موحدة ومتناغمة تزيل اللبس الذي شاب التصريحات المتضاربة للقيادات الفلسطينية في الحقبة القريبة الماضية، وكلها أمور تساعد في إعطاء الدفوعات والحجج الفلسطينية المزيد من الوجاهة في مقابل العدوانية الإسرائيلية المتزايدة.
|
|
|
| |
|