| |
سحابة الخير تروي مناطق المملكة فضل بن سعد البوعينين
|
|
لم يخطئ الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، عندما قال بأن النفط السعودي مخصص للتنمية، وهي مقولة ثابتة شهدت الأيام بصحتها ومطابقتها للواقع المحسوس. ها قد بدأت عوائد النفط في تمويل مشاريع التنمية الضخمة التي أرسى قواعدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جميع مناطق المملكة، كما كانت دائماً وأبداً، فالسلام خير من الحرب، والبناء خير من الهدم، وتنمية الشعوب والأوطان مقدَّمة على المغامرات والشعارات الإعلامية. لم تتوقف أموال النفط السعودي عند التنمية الداخلية، بل تجاوزتها نحو تنمية الدول والشعوب العربية والإسلامية. سنوات مضت والسعودية تجتهد في أن تشارك أشقاءها العرب والمسلمين ثروات النفط التي أنعم الله بها على هذه البلاد، ولم تتوقف يوماً واحداً عن مدّ يد العون للأشقاء في بقاع الأرض قاطبة تقيُّداً بتعاليم الإسلام، ورغبة من ولاة الأمر في إشراك الدول العربية والإسلامية في خطط التنمية الشاملة بحسب الاستطاعة ووفقاً لماً تسمح به الظروف. لم يكن مستغرباً أن تتقدم المملكة العربية السعودية الدول المانحة للمعونات الاقتصادية والإغاثية في العالم، بحسب التقارير الدولية، على الرغم من حاجتها إلى زيادة معدلات التنمية في مناطقها النائية، ولم يكن مستغرباً أيضاً أن تتقدم السعودية غالبية الدول المنتجة للنفط في الصرف على مشاريع التنمية الداخلية. التنمية الخارجية كانت امتداداً طبيعياً للتنمية الداخلية التي لم تتوقف في يوم من الأيام منذ بدء تصدير النفط وحتى يومنا هذا.. قد تتغيَّر حركة عجلة التنمية فتتراوح بين البطء والسرعة، بحسب الظروف المحيطة، والإيرادات المتاحة، إلا أنها قطعاً لم تتوقف منذ أن بدأت في الدوران. في هذه الأيام المباركة تشهد المملكة العربية السعودية ثورة تنموية داخلية يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكل حكمة وإنصاف.. هناك أمر مختلف ربما أعطى إستراتيجية التنمية الحالية بُعداً آخر لم تكن تعرفه من قبل، وهو البعد المناطقي، وأعني به تنمية المناطق البعيدة الأقل حظاً في مشاريع التنمية مقارنة بمناطق المملكة الرئيسة. أعاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز تشكيل إستراتيجية التنمية بما يضمن تحقيق العدالة والمساواة في توزيع المشاريع التنموية بين مناطق المملكة للوصول بها إلى مستوى متقارب من التقدم والنمو.. إضافة إلى ذلك فإن المشاريع التنموية الحديثة متميزة في نوعها من حيث الشمولية والضخامة، خصوصاً إذا ما تحدثنا عن المدن الصناعية، الاقتصادية، التعليمية الشاملة التي يمكن لها أن تكون قاعدة لنشر التنمية الذاتية في المستقبل القريب. إستراتيجية التنمية الحديثة أضحت كالحدائق الغنَّاء التي تنبت في مناطق المملكة فترويها سحابة الخير بغيثها الطاهر الكريم.. يبذر بذورها الملك الإنسان أينما حل في محيط مملكته الشاسعة التي أصبحت، بهمته العالية وحرصه على تفقد أجزائها المترامية وتلمس حاجات أهلها، كالقرية الصغيرة، يطوف أرجاءها، ويبني دورها، ويؤسس مستقبلها ومستقبل أبنائها دونما كلل أو نصب. ما أجمل أن يُقابل الحب بالإخلاص، والعطاء بالوفاء، والبر بالشكر، والصلة بالذكر.. مشاعر نبل ووفاء يقدمها المواطنون لمليكهم الإنسان في زياراته الكريمة التي أصبحت تقليداً ملكياً مميزاً، ومحبباً لقلوب المواطنين. اليوم تبدأ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمنطقة نجران، ثم يتبعها بزيارات مماثلة لمنطقتي جازان وعسير، يتفقَّد فيها أحوال المواطنين، ويتلمَّس حاجاتهم، ويضع فيها حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية والخدمية في معظم القطاعات الحيوية، وعلى رأسها المدن الصناعية والمشاريع التعليمية، والصحية. لقد أصبحت التنمية الشاملة لمناطق المملكة الهمَّ الرئيس للملك الإنسان الذي لم يقبل بتراجع بعض المناطق النائية عن ركب التنمية، فالمواطنون لديه سواسية، والمناطق جميعها في قلبه الكبير، يسعى جاهداً لإرضاء شعبه ابتغاء مرضاة ربه، ولا نزكيه على الله. النوايا الحسنة أساس العمل الصالح، وما يقوم به الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أعمال الخير والعطاء في الداخل والخارج، وصلة المواطنين وبرهم، وتوزيع الثروة على مناطق المملكة بعدل وإنصاف، لا يمكن عزلها عن نواياه الحسنة التي ساعدته على تحقيق بعض غاياته وطموحاته لخدمة البلاد والعباد في فترة زمنية قصيرة. قال تعالى:{مَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم.
f.albuainain@hotmail.com |
|
|
| |
|