| |
دفق قلم رمضان القادم والإعلام عبدالرحمن صالح العشماوي(* )
|
|
بعد أن رأينا التصعيد الواضح لبرامج كثيرة لا تتفق مع رمضان الكريم، وطهره ونقائه، وصيامه وقيامه، وبعد أن ارتكبت كثير من القنوات الفضائية في العالم الإسلامي أخطاء الأفلام (المضحكة المبكية) التي واجهت رمضان بأسوأ ما يمكن أن يواجه به المضيف ضيفه من الإساءة إليه بتقديم مالا يليق من أصناف الضيافة التي يكرهها ولا يبيحها لنفسه ولا للناس. بعد ذلك كلِّه - وما أشدَّ وقعه المؤسف على نفوسنا - ماذا يمكن أن نعمل من أجل رمضان القادم؟ كيف يمكن أن نصحح المسار، ونجلو الغُبّار، ونعيد عَرَبة الإعلام إلى الطريق الصحيح؟ كيف يمكن أن نكون عمليين في إعادة النظر بصورة واضحة في البرامج والإعلانات والأفلام التي تُعدُّ طول العام لتعرض في رمضان؟ كيف يمكن أن ننبِّه القائمين على وسائل الإعلام في عالمنا الإسلامي إلى الخطأ الجسيم الذي يرتكب في حقِّ رمضان، شهر العبادة والصوم والقرآن، شهر الأوْبَةِ والتوبة والإيمان والإحسان؟. لقد كانت الصورة في رمضان الحبيب المنصرم في غاية السوء والقتامة، وقرأنا مقالات، وسمعنا آراءً عبر بعض البرامج لبعض مثقفي المسلمين الذين لا يصنَّفون على أنَّهم من أهل التديُّن فضلاً عن التعصب، ينتقدون فيها هذا التواطؤ الإعلامي العربي المسلم على الإساءة إلى ضيفنا الحبيب الوقور الحييّ (رمضان الكريم)، فكيف يمكن أن يُعاد النظر بكل صراحة وصدق و(شفافية) في هذا الانحراف الإعلامي الذي يتم في رمضان؟. إنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق ولاة الأمر في كبريات الدول الإسلامية ذات المكانة والمنزلة الدينية في نفوس المسلمين، وتقع على عاتق المسؤولين عن الوسائل الإعلامية في عالمنا الإسلامي الذين يرتكبون هذه الأخطاء تحت عنوان (الترويح والإمتاع) وكأن الترويح لا يتم في رمضان إلا بالتهريج والإضحاك، واستعراض مالا يجوز شرعاً من الأفكار، وعرض ما لا يصح عرضه من أجسام نساءٍ لا نقول إلا: نسأل الله لهنّ الهداية والعودة إلى الصواب. وهي مسؤولية علماء المسلمين ومفكريهم وأهل الرأي والمشورة منهم الذين يحصل من بعضهم - مع الأسف - ما يسوِّغ هذا الفصام الإعلامي من حيث لا يشعرون، والمسألة مسألة أخلاق ودين، وأحداث جسام تعيشها الأمَّة المسلمة في هذه المرحلة. المسيرة الإعلامية في رمضان لا تنسجم - في معظم ما تعرضه - مع تعاليم الدين الذي يشكل الصوم ركناً من أركانه، ولا تنسجم مع أخلاق المجتمع المسلم الذي ما يزال - بحمد الله - مرتبطاً بدينه وشرعه وأخلاقه الفاضلة، وتماسكه الأسري الذي يُفيض الأعداء ويؤذيهم. إنني أقترح أن يقدِّم عددٌ من أصحاب الرأي والمعرفة مذكرة اقتراحات مدروسة لتوجيه مسيرة الإعلام المقبلة في رمضان توجيهاً ينسجم مع قيمة شهر الصيام الذي يتميز بما يعرفه كل مسلم ومسلمة. إشارة : مرحباً بالتواصل من أجل هذا العمل المهم.
(* )فاكس: 012664455 www.awfaz.com
|
|
|
| |
|