| |
ثقافة السلام والحرب اللبنانية منصور إبراهيم الدخيل -مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
لو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا ثقافة السلام سادت في الكثير من الدول التي استعمرت، وعادت العلاقات إلى ما كانت عليه بمجرد خروج المستعمر، حتى العلاقات بين الشعوب نجد أنها لا تصل إلى درجة العداء؛ لأنها في بعض الأحيان ليس لها دور في ذلك، وقد سادت دون أن تطرح من المستعمر عندما طرحت من الدول الغربية منذ فترة ليست قصيرة، ولكنها لم تلق القبول ولا سيما في العالم العربي؛ لأنها لم تكن مبنية على قواعد علمية سليمة وإنما استخدم في فرضها عملية غسيل المخ تحت تأثيرات صهيونية في ظل بروتوكولاتهم المزعومة، ويحاولون بطريقة أو بأخرى مسح ارتباط العرب بتاريخهم.. والمبرر الثاني يكرس الأول لأنه كيف يتم نشر ثقافة السلام وإسرائيل فوق القانون ومتحدية جميع قرارات الأمم المتحدة؟. ولا شك أن المتمعن في ثقافة السلام التي ينادي بها الغرب يجد أنها أبعد ما تكون عن ذلك؛ لأن كل المؤتمرات التي عقدت باسم السلام لم نجد مؤتمرا واحدا منها حقق معطيات على الساحة الدولية فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، بل قضت على الديمقراطية التي يدعون أنهم ينادون بها، وأكبر دليل الانتخابات الحرة والنزيهة التي تمت في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبإشراف مباشر من الغرب جوبهت نتائجها بالرفض.. أين ثقافة السلام التي يزعمون؟ وأين خريطة الطريق التي تعتبر من وهم الخيال؟ والدليل على ذلك من أجل جندي إسرائيلي اختطف على الأراضي الفلسطينية قتل من أجله المئات وسجن العشرات من نواب الشعب والوزراء وبمعرفة الدول الكبرى ولا سيما من يملكون حق النقض (الفيتو) الذين لم يحركوا ساكناً بالرغم من اختلافهم الأيديولوجي والمذهبي، ولكن مصالحهم فوق كل اعتبار، وكانت قاصمة ظهر البعير التي لا تحتاج إلى تفسير وتبرير الحرب الإسرائيلية اللبنانية التي دمرت مدنا بكاملها على من فيها من أجل اختطاف جنديين إسرائيليين، وعندما نقول اختطاف أي أنهما في مكان آمن ولم يصابا بأذى؟.من هنا نستطيع أن نقول إن ثقافة السلام قد تم وأدها وإن كانت موءودة من قبل، فلهذا نقول لن يكون هناك ثقافة سلام ولا حوار بين الحضارات ولا خارطة طريق طالما إسرائيل هي فوق القانون الدولي وتجير جميع قرارات الأمم المتحدة لصالحها حتى لو حظيت بإجماع الأكثرية، وليس أمام الحكومات العربية والإسلامية إلا أن تتذكر قول الشاعر (كن قوياً تحترم بين عرب وعجم) وقبل هذا وذاك فلنتذكر قول الله سبحانه وتعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) ويسبقها قول الله: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
|
|
|
| |
|