| |
التخطيط واستراتيجيات التنمية مندل عبدالله القباع
|
|
في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة في عالم البرمجيات المعلوماتية التي يشهدها العالم سادت ثقافتها نتيجة لنواتجها المتميزة ودورها الفعال في دفع مخططات التنمية ودعم مسيرة التطوير والتحديث بهدف إحداث تغييرات فائقة الجودة تتضمن تطوير أساليب وسياسات العمل وتنظيم قدرات العاملين في المجال وتكوين كوادر بشرية قادرة على الاستيعاب فائق التميز في ظل التواصل المعرفي والثقافي والتحرر الاقتصادي. وذلك في سبيل تنمية القدرات الفنية والإدارية للاستفادة من وسائل تكنولوجيا المعلومات الحديثة، واتباع أحدث أساليب البرمجة الذي ينعكس أثره على جودة تنفيذ استراتيجيات التنمية بما يتوافق مع المعطيات العالمية في مجال البرمجة المعلوماتية وتوجهاتها العصرية. وبناء على الاهتمام بالسير في هذا الاتجاه فإن البرامج والأنشطة في مجال المعلوماتية على اتصال مباشر وعلاقة وثيقة بميادين شتى، فغير ميدان الاقتصاد يوجد ميدان السياسة والأمن القومي والاجتماع التطبيقي والتربوي والقيمي، وأصبح من اليسير القول بسيطرة البرامج والمعلوماتية على الكثير من أمورنا الحياتية. ويتبادر إلى ذهننا في جهة السياق سؤال: هل تكنولوجيا المعلومات وبرامجها ذات علاقات بيانية أم أنها انتشار واستدخال معلوماتي - شامل - أم هي تغير تقني إلكتروني؟ والرأي لدينا أنها تعني كل ذلك؛ فهي ترتبط بالحواسب الآلية والأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت والهندسة والطب وجميع أنماط القطاعات ذات الاعتماد على التصميمات المنهجية. ومع التطور الحادث في هذا المجال تعزز لدينا الاهتمام بشؤون البرمجة في العديد من مؤسساتنا العملية، حيث الاهتمام بالبيانات الرقمية لسهولة متابعتها والإلمام بها وإيجاد العلاقات فيما بينها وهي أكثر تغيرا في ذاتها. وإن البرامج المحددة تترجم في خطوات تنفيذية أدائية تحدث تأثيراً فاعلاً وسريعاً في واحد يمكن أن يكون أكثر تعبيراً عن صفحات مكتوبة مطولة. ولذا فإنه يمكن استيعاب الواقع والعلاقات الارتباطية المتبادلة واستيعاب فهم محتوياتها ومضمونها وما ترمي إليه. إذن فالبرامج هي ترجمة السياسات في نطاق الاستراتيجية، وهي أداة ووسيلة لمتابعة الغايات في موضوعية ظاهرة ومجردة، في ضوئها يمكن تلخيص المناشط، وتحويلها المتغير يمكن قياسه، كما يمكن عن طريقها استخلاص المقارنات فيما بين متغيرات الأنشطة المختلفة. يفهم من ذلك أن البرنامج من اليسير التعرف على محاوره وتفهم محتوياته ووسيلة التعبير فيه أو طريقة تنفيذه وقياس أدائاته الوظيفية، ويمكن حينئذ القول بأن محتوى البرنامج عبارة عن مجالات ذات تأثير ملحوظ في اكتساب خبرات الحياة، والوعي بالمحيط الاجتماعي (المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو الصحي أو الثقافي أو مهنة التكوين المهاري الإنساني).. وذلك تبعاً لاهتمامات المؤسسات التي تنفذه. ويمكن الوصول إلى ذلك عن طريق ما يطلق عليه وسائل التعبير في البرنامج، تلك التي تشمل الوسائط المختلفة التي تستعين بها المؤسسات المعنية بذلك وذات الارتباط. إذن يمكننا القول إن البرنامج يعتبر بحق وسيلة جيدة وفعالة لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.. وهذا يمكن القائمين عليه من النهوض بهذه المجالات وتقديم المساعدة والعون على فَهْم وحل مشكلاتها وتجاوز صعوباتها فضلاً عن تراكم المعلومات والخبرات.. فإذا ما بلغنا إلى طريقة تنفيذ البرنامج بعد الوعي به وفهم مجالاته وأساليب تنفيذه يمكننا القول إن لطرق تنفيذ البرنامج مرتكزات أساسية منها جودة التنظيم الإداري، وتحديد المهام الوظيفية، وانتقاء كوادر الإشراف الفني وطرق تقييم الأداء ومعالجاته وسبل التوجيه. ويجدر القول إن البرنامج إذا كان يعتمد على أساليب حوارية تشاورية وعلى تبادل الآراء ووجهات النظر يلزم أن تنهض به مؤسسات العمل وليست مؤسسة التخطيط، لماذا؟ لأن مؤسسات العمل هي المسؤولة عن ترجمة البرنامج إلى سياسات ومناشط تطبيقية حسبما تكون عليه خصوصيتها التي تتباين فيه مؤسسة عن أخرى حتى ولو كانت تخضع لنظم إشراف واحدة وداخل ميدان مجال واحد. لذا يتوجب أن تكون إدارة البرامج ليست في مأمن عن مؤسسة التنفيذ حيث إنها الأجدر على تصميم وتخطيط ووضع البرامج على أن يتم وضعه باستهداء رأي أعضاء جماعة العمل المعنية ليكون أكثر ملاءمة لحاجاتهم ورغباتهم وحسب ظروفهم ومستوياتهم وقدراتهم وما اكتسبوه من خبرة في هذا المضمار مما يعينهم على المشاركة بالرأي في وضع البرنامج حتى يمكنهم تنفيذه عن رضا واقتناع.. وفي هذا نزول بالبرنامج من الإدارة العليا إلى مستوى التنفيذ لتنمية مخرجاته. هذه المشاركة في وضع البرنامج تحتاج من القادة والمختصين اكتشاف واستثارة الرغبات والحاجات خاصة المتفق عليها من قبل القادة في الموقع المؤسسي التي يدخل فيها الأمن والأمان والتقبل والاعتراض والتحصيل والنجاح وحرية الرأي والتعبير وسلطة الضبط والتوجيه. وعند توافر شروط وضع البرنامج يراعى الاستهداء بنتائج البحوث والدراسات الحديثة وجمع المعلومات وتفسير البيانات في حدود الممكن والمتاح في بيئة العمل والمحيط. وخلاصة القول إن وجود جهاز تخطيط البرامج في المستوى المركزي لا يفيد كثيراً؛ لأن البرنامج كما أوضحنا آنفاً عبارة عن فكرة مجردة يحتوي على أوجه نشاط مختلفة لإشباع حاجات القائمين بالتنفيذ وتحقيق أهداف مؤسسة التنفيذ حتى ندعم حالة الاستقرار التي تتمتع به أنظمة الدولة في ظل مناخ التغيير الذي يحيط بنا.
|
|
|
| |
|