| |
قرار تاريخي عبدالرحمن بن علي الجريسي(*)
|
|
يأتي صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتأسيس هيئة البيعة كأحد القرارات التاريخية التي تأتي في سياق العمل الإصلاحي الكبير الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- منذ توليه مقاليد الحكم، فهو قائد تاريخي يؤسس بكل اقتدار وروية لمستقبل أجيال من أبناء هذا الوطن المعطاء ويسير وفق خطى المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه. إن هذا القرار العميق في مكوناته يأتي كلبنة أساسية في متانة وأصالة الحكم السعودي الذي امتد لأكثر من ثلاثمائة عام والذي يعد فريداً في مزاياه وسلاسته واستقراره في مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية وما نعيشه حالياً التي امتدت لأكثر من قرن من الزمان تم خلالها تناقل السلطة بكل سلاسة وسهولة، كما يأتي هذا القرار الشجاع والاستراتيجي ليكون بمثابة الحصن لذلك التاريخ الحافل والمشرف من مسيرة الحكم السعودي الزاهر، القائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فهذا القرار الذي تتجسد فيه المصلحة الوطنية العليا يأتي أيضاً كتجسيد لمفهوم القيادة المؤسساتية وتوسيع دائرة المشورة في اختيار الأصلح ووفق منهج مؤسسي ذي نظام واضح بضوابط واضحة عادلة يكرس الاستقرار في المملكة وينظم العلاقة وآليات الاختيار والترشيح والمبايعة لأهمية منصب حكومي يرتبط به استقرار الوطن. ولهذا القرار التاريخي أكثر من مغزى سواء في توقيعه الذي يأتي في أوج استقرار وتماسك البلاد اجتماعياً وأمنياً واقتصادياً، مما يدل على أنه لم يأت في ظل ضغوط خارجية أو اضطرابات داخلية وإنما جاء في توقيت يمنحه مزيداً من القوة والقبول لدى كافة أفراد الشعب السعودي، كما أن هذا القرار في مغزاه الشخصي يأتي أبعد ما يكون عن المصالح الشخصية فهو مبني على المشاركة والشورى والتصويت. أما على الصعيد الاقتصادي فيمثل هذا القرار أهمية كبيرة ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي لأن المملكة التي تعد أكبر مزود للنفط في العالم تمثل أهمية كبرى للاستقرار الدولي والأسواق العالمية، وتمثل أهم اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط مما جعلها شريكاً استراتيجياً مهماً لكل دول العالم، ومثل هذا القرار يؤكد للعالم أن مصادر القوة الاقتصادية ستبقى بإذن الله في أمان في ظل نظام حكم يتميز بالوضوح والشفافية والمؤسساتية مما يجعله بعيداً عن أي اضطرابات أو إشاعات تستغل في بعض الظروف. كما يمثل القرار أيضاً دعماً كبيراً للاستثمار سواء المحلي أو الأجنبي؛ فوضوح الرؤية لكافة المتغيرات المتوقعة في المستقبل تمنح المستثمر مزيداً من الثقة في المناخ والمكان الذي يستثمر فيه، وسيكون لهذا القرار انعكاس إيجابي على جذب الاستثمارات الأجنبية، فالقرار يأتي بعد سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي كان للجانب الاقتصادي نصيب كبير منها لما يمثله الاقتصاد من أهمية كبيرة في ظل التطورات العالمية التي يشهدها العالم لا سيما مع انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية. إن قرار إنشاء هيئة البيعة سيضاف إلى سجل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الحافل بالقرارات الهامة والمؤثرة والتي ترتكز على المصلحة الوطنية، بما يحفظ لهذه البلاد أمنها ورخاءها وعزتها.. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وكافة الأسرة المالكة وهذا الوطن العزيز الذي منح ولا يزال الخير لكل العالم الإسلامي.
(*) رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض
|
|
|
| |
|