| |
أفق كيف تسخِّر التسويق لصالح منشأتك بذكاء؟ سلطان بن محمد المالك (*)
|
|
يخطئ من يعتقد بأنّ توفُّر العنصر المالي (الموارد المالية) لدى المنشأة وحده قادر على تحقيق النجاح وزيادة المبيعات وتحقيق الأرباح، فالموارد المالية مع غيرها من الموارد المتاحة الأخرى يجب أن تعمل بشكل متكامل لتحقيق أهداف المنشأة واستراتيجيتها، وأحد أهم عوامل تحقيق النجاح غير المستغلة بشكل إيجابي، توفر كوادر تسويقية في المنشأة تتوفر لديها ملكة الإبداع والابتكار .. ومما يؤكد ذلك فشل بعض المنشآت وخروجها من السوق إما كنتيجة لغياب أو لضعف الفكر الإبداعي الابتكاري التسويقي الحديث والذي يعتمد بشكل أساس على القدرات الإبداعية والابتكارية لدى فريق التسويق في المنشأة، فالفكر التسويقي التقليدي ماض قد انتهى والبقاء حالياً للمنشآت التي تستغل مواردها المتاحة كافة في تسويق خدماتها ومنتجاتها بطرق إبداعية وابتكارية حديثة. ما دفعني حقيقة للكتابة عن هذا الموضوع، هي بعض ظهور العديد من الأفكار الإبداعية التسويقية الجديدة والتي بدأت تستخدمها بعض المنشآت في سبيل استقطاب عملاء جدد أو للحفاظ على عملاء حاليين أو للتعريف بمنتجاتها وخدماتها، وأحد هذه الأساليب هو استغلال المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية والرياضية في سبيل تحقيق خطط المنشأة التسويقية، فعلى سبيل المثال وخلال شهر رمضان المبارك دعيت شخصياً لأكثر من مناسبة سواء لتناول طعام السحور أو الفطور، والدعوات ليست من زملاء أو أقارب بل هي من شركات مرموقة .. إحداها كانت لشركة جديدة في السوق السعودي وعرف عنها الإبداع والابتكار في الأنشطة التسويقية والإعلانية وبرامج العلاقات العامة المختلفة، وتمت دعوتي ضمن مجموعة من الإعلاميين والكتّاب ورؤساء تحرير بعض الصحف لتناول طعام الإفطار في خيمة رمضانية في أحد فنادق الرياض الشهيرة بتنظيم فعاليات الإفطار الجماعي، أعجبتني فكرة الشركة والتي لم تخسر إلاّ القليل ولكنها بالتأكيد كسبت الكثير من خلال زيادة أواصر التواصل والارتباط مع رجال الصحافة والإعلام، والأهم التعريف بالجانب الآخر لهذه الشركة. الدعوة الأخرى التي لبيتها كانت كذلك من إحدى الشركات السعودية الرائدة في قطاعها، وتقوم فكرتهم على استئجار أحد أشهر مطاعم مدينة الرياض في أحد الفنادق المشهورة طوال الشهر الكريم، ومن ثم الترتيب في كل يوم لدعوة شريحة مختلفة من شرائح المجتمع لتناول طعام الإفطار، وفي كل يوم يختلف الضيوف، فمرة تكون لرجال الأعمال، ومرة لرجال الصحافة والإعلام ومرة لكبار المسئولين في قطاع معين وهكذا. في اعتقادي أنّ استخدام مثل تلك الطرق التسويقية الإبداعية فيه نوع من التغيير وفيه تواصل وتقارب مع الآخرين ومن ثم تعريف بالمنشأة ومنتجاتها وخدماتها بطرق غير مباشرة، وهي بالتأكيد ذات أبعاد إستراتيجية طويلة المدى وليست لتحقيق أهداف قصيرة المدى، وهذا ما يعيدني لبداية مقالتي على التأكيد بأنّ الموارد المالية بدون إدارة ناجحة تؤمن بالفكر الإبداعي والابتكاري للتسويق الحديث، لن تحقق أي نجاحات للمنشأة بل بالعكس قد تضرها أكثر من أن تنفعها، فقد يكلف أحد الإعلانات الفاشلة ملايين الريالات ويحقق نتائج سلبية للمنشأة بينما فكرة تسويقية جديدة لا تكلف إلاّ القليل هي ما سيحقق للمنشأة الكثير. المطلوب من قادة المنشآت في الوقت الحالي والذي يصل فيه التنافس لأعلى مستوياته في كافة المجالات السعي نحو استقطاب نوعيات خاصة من الموظفين ممن تتوفر لديهم ملكة الإبداع والابتكار والحس التسويقي الحديث الذي لا يتوفر في الكتب والمجلدات.
(*) Fax2325320@yahoo.com |
|
|
| |
|